أمل حياتي(قصة قصيرة)...بقلم الكاتب شريف شحاته


 قصة قصيرة 

أمل حماتى 

بقلم شريف شحاته 

بعد قصة حب بينى وبين أحمد كمال زميلى فى كلية الحقوق تقدم أحمد راغبا فى الزواج منى وافق أبى طلبة محمد على الزيجة وعشت معه بداية حياة سعيدة فهو ناجح فى المحاماة ويتيم الأب والأزمات الشديدة بيننا كانت بسبب أمه السيدة أمل محمود وكانت تعيش فى شقة  بنفس البناية التى نقطن فيها فقد إرتبطت به بصورة مرضية لأنها عاشت حياتها كلها من أجله وكافحت وناضلت ولم تتزوج لكى تتفرغ لتربيته لهذا أزعجتنا كثيرا كانت تتعمد إحراجى بسبب الطعام والشراب بل والملبس أيضا وكثيرا ما هون على أحمد قائلا أنا لها الإبن والأب والزوج والشقيق أنا إبنها اليتيم الوحيد علينا أن نتحملها ولكنى مللت وذهبت غاضبة إلى بيت أبى وحضرت حماتى لكى تصلح الأمور وجلست معى أنا وأبى فقط فأنا أيضا فقدت أمى صغيرة وإنهارت بالبكاء وإعتذرت وأبدت أسفها حتى اشفقنا عليها وعدت معها إلى بيتى ومرضت حماتى مرضا شديدا وطلب منها زوجى أن تعيش معنا لنرعاها وبالفعل عاشت معنا طريحة الفراش وإقتربت منها وكانت تبدى دائما أسفها عما حدث منها سابقا وتقبل يدى قائلة أنت إبنتى وسوف أرحل قريبا وأرجو أن تسامحينى فهو إبنى الوحيد وكل ما لدى فى الحياة وغدا ستشعرين بما أشعر به حين يكبر عادل إبنك وبالفعل رحلت حماتى وحزنت عليها كثيرا فقد إقتربت منها الفترة الأخيرة وكانت بمثابة أمى وتمر السنين ويلتحق إبنى عادل بكلية الهندسة حتى رأيته يوما بالصدفة يسير مع فتاة جميلة رقيقة فى الطريق ولا أعلم لماذا شعرت بوخزة فى قلبى وغصة فى حلقى وقتها  وهما يتبادلان الهمسات وحين عاد إلى البيت سألته عنها فقال صديقتى قلت بحدة ثقيلة الظل ومتحررة وقصيرة ضحك قائلا أتغارين يا أمى 

ثم حدثت نفسى هل فعلا شعرت بالغيرة على إبنى منها هل خشيت أن تخطفه منى وهو أعز الناس عندى ثم تذكرت فجأة السيدة أمل حماتى. 

الزمن كفيل بأن يجعلنا نمر بنفس المشاعر والمواقف التى كنا نراها قديما خطايا فى الآخرين.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أساطين البيان..حسن علي علي

لا تهمني.. بقلم الشاعرة/ميساء مدراتي

مدينتي قلعة سكر....بقلم الشاعر السيد داود الموسوي

احبكِ...بقلم الشاعر موفق محي الدين غزال

سرابيات....بقلم الشاعرة هدى المغربي

مالو.. بقلم الشاعر/سامح الجندي

التلوث اللغوي في عوالم الأدب والفكر، بين الأثر المدمر والحلول الممكنة...بقلم الصحفي حيدر فليح الشمري

ارقصي معي....بقلم الشاعر حسن الداوود الشمري

هل يغار القمر....بقلم الشاعر علي غالب الترهوني

لا تغضبي....بقلم الشاعر أسامه مصاروه