أدبيات الجوع....بقلم الكاتب د.الشيخ قيس الشيخ بدر
أدبيات الجوع!
************
كثيرة هي التعليمات الدينية وأدبيات الأديان وحكمتها.. التي تحث الإنسان أن يساعد أخيه الإنسان وحسب المقدرة.. كما هناك أدبيات وحكم كثيرة في الحضارات التي قرأنا وسمعنا عنها.. وربما هي رسالة خالدة كرسالة الأديان للإنسان لأخيه الإنسان.. وإحدى هذه الرسائل وأدب الحكمة في مصر القديمة التي تقول : أطعم المحتاجين
مما يوضع على موائد القرابين وأطعمهم من الولائم الجنائزية
فإن قلب الإله يبتهج حين يشبع الفقير و يمتلئ جوفه...
إذا حصلت على ثروة فاجعل نصيبا منها للإله...
ذلك هو نصيب الفقراء...
وإذا تضاعفت ممتلكاتك فأنفق منها على سكان بلدتك...
حتى لا يكون هناك أى فقير أو محتاج فى أقليمك .
وإذا أمتلكت ثروة هائلة فقدم الطعام للناس أجميعن القريب منهم و البعيد...
لأن من يطعم البعيد يذكره الناس بالخير...
حتى بعد أن ينتقل للعالم الأخر .
من يقدم العون لجاره يجده بجانبه وقت الشدة كما لو كان من أقاربه..
العمل الطيب للرجل يجعل أسمه عظيما بين الناس...
قدم الطعام حتى لمن لا يحبونك
فإن إطعام الطعام يزيل الكراهية من قلوبهم...
من يولم الولائم و يطعم منها المحتاجين يعطيه الإله مثل ما أنفق ألف مرة.
تُرى أين الإنسانية من هذا وذاك وهذه وتلك؟؟ والبعض من أبناء الجلدة في عوز والإنسان بشكل عام.. ومن المحال تغير حال النفوس البشرية مالم هي تُغَير. ما في نفوسها وطبائعها نحو تغذية شجرة الخير التي فيها وتنميتها وأزدهارها ليعم خيرها لأغلب الناس في أعمالها ونتاجها وتقديم العون لمحتاج
صغير هنا يبكي وكبير هناك مريض وجائع وأمرأة بحاجة لدواء وطعام لهذا وذاك الفقير الذي أذله الزمن وبعض النفوس القريبة له ربما! وآخر لا يقدر على تكلفة ان يدفن موتاه ويطلب المساعدة وتتعدد الأسباب وتتنوع والقاسم المشترك ( الفقر والعازة) وكل مناسبة وربما قبلها وبعدها نكتب ويكتب ويكتبون الآخرون معنا لتذكير الناس بالأجر والثواب والتبرع للفقراء والمحتاجين؟!
رغم هناك بعض النفوس الإنسانية مستمرة بتبرعها وعطاءها دون كلل أو ملل بما تقدر من جود وكرم.. يرزقهم الخالق العظيم من نِعمه الواسعة.. ولكن تبقى المشكلة قائمة فما يأتي يسد رقعة صغيرة من فتق كبير!
تُرى لماذا لا تُدرس الأسباب لِتعالج.. ومتى تتوحد الإنسانية بألوانها وأشكالها وأنواعها ومسمياتها من أجل أطعام الفقراء وإعادة الأبتسامة للباكين؟!
أظن وليس في هذا الظن أثم على ما أعتقد.. إن على المحتاجين والمعتازين والجائعين تأجيل بُكائهم.. عَله يأتي يوماً وينصلح الحال مادام البعض أو المجموعات التي كانت ومازالت تلبس عقلها بالمقلوب مدعية الكمال والجمال والرحمة!!
طبتم وطابت أيامكم
تعليقات
إرسال تعليق