وهج اللقاء....بقلم الشاعر مولاي رشيد هاشمي علوي
وهجُ اللقاء
حين خرجتُ من النارِ، لم أكن رمادًا
بل كنتُ وهجًا يشعُّ في البلادِ
رأيتُ الحياةَ لا سيفًا يُشهرُ
بل زهرةً تنمو على أطرافِ الوِهادِ
استسلمتُ لا خوفًا ولا انكسارًا
بل حبًّا كمن يختارُ السهادِ
لم أخضعْ بل رفعتُ رأسي عاليًا
كمن يرقصُ فوقَ جرحٍ في ازديادِ
فيا من ظنَّ أن النارَ نهايةٌ
أنا البدايةُ في وهجِ الميلادِ
خروجي من الظلامِ لم أكن ظلًّا
بل كنتُ نورًا ينسابُ في الكلامِ
تعلّمتُ أن الدربَ ليسَ مستقيمًا
بل منعطفاتٍ تُهذّبُ الأحلامِ
لم أُطفئْ شمعةَ القلبِ في عتمتي
بل أوقدتُها من وهجِ الألآمِ
رأيتُ في العتمةِ وجهًا يُشبهُني
يبتسمُ رغمَ انكسارِ الأيامِ
فيا من ظنَّ أن الليلَ مقبرةٌ
أنا النهارُ في زهوِ الإلهامِ
في لحظةِ الانتظارِ كنتُ وحدي
أعدُّ نبضَ الوقتِ في صمتِ المدى
تُراودني الأحلامُ، لا تستكينُ
كأنها طيفٌ يلوحُ ثم بدا
تعلّمتُ أن الصبرَ ليسَ سكونًا
بل نارُ شوقٍ تُضيءُ في المدى
وقفتُ لا أطلبُ شيئًا سوى
أن يجيءَ الضوءُ من خلفِ الردى
فيا من ظنَّ أن الصمتَ نهايةٌ
أنا النداءُ في فجرِ الإبتدا
وعندما التقينا بعد طولِ احتراقِ
تفتّحتِ الأرضُ وردًا في اشتياقِ
رأيتُكِ لا كما كنتُ أتخيّلُ
بل أجملَ من حلمي ومن كلِّ السياقِ
ضممتُكِ كأن العمرَ عادَ صغيرًا
كأنني طفلٌ على صدرِ العناقِ
نسيتُ الظلامَ والنارَ والانتظارَ
فأنتِ النورُ في لحظةِ الإشراقِ
فيا من ظنَّ أن الحبَّ مستحيلٌ
ها هو يعودُ في نبضِ الاتفاق .
بقلم هاشمي علوي مولاي رشيد
كتبتها من وهج التجربة ومن رماد الإنتظار إلى نور الليقاء

تعليقات
إرسال تعليق