قلم وقهوة....بقلم الشاعر د.عزمي رمضان
قلم وقهوة...
بقلمي د. عزمي رمضان
على أعتاب الحروف والكلمات ، وبين متاهات المعاني والابجديات وفي صمت من نوافذ الاشياء ، وبين صور قد تكسرت ملامحها في خلسة من وجع وانين وذكريات ، تبقى القهوة رفيقة المفردات ،سيدة الحضور في حضرة الغياب ، وأنيقة المذاق في أروقة المتاهات .
عبق ينثر أريجه في كل الساحات ، لا يشبه الا نفسه ولا مسمى الا مسماه كأنه تفرّد به من بين كل المفردات
قلم وقهوة وحنين ذكريات ، نعود به إلى نظم القصائد والخواطر والمقالات ، فهي الحضور إذا اختلطت الأمور ، وهي عنوان للفكر والثقافة وعبور إلى اللاحدود في ليل شتاء قد زين لوحة في رتوشها تناثرت الوان الحكايا ، ورسم قزح بقية من رواية .
بين حرف وحرف نرتشف أبجدية كنا قد تغنينا يوما بحروفها فتاهت منا الحروف وسقطت الابجديات حين سقطت كل الأقنعة على أعتاب غزة وتعرّت كل الاسماء والمسميات، واصبحنا أهل الخيبة والخيبات. سقطت كل المعاني وفخر كنا قد تغنينا به يوما على امجاد غابرات والقينا الشعر والقصائد في الأسواق والمنتديات .
كسرنا سيف عنترة ، وقتلنا كرم حاتم في إحدى الغزوات
مزقنا القصائد والمعلقات فلا عاد لنا فخر في أمة وُصِفت بأنها أمة الخيبات وما زالت جثامين الشهداء تحت الردم ملقيات.
للقهوة وجع كأنه خنجر يذكرنا بكل خذلان لنا وويلات
فكم نحتاج من رشفات لنستفيق من الغياب والغيبات
لنعيد ترتيب الالوان ونكتب الحكايات .
قلم وقهوة ولكن هل نستطيع أن نعيد تسمية الأشياء هل نوقف الرثاء ونعيد الفخر للامجاد ، هل وهل وهل ....
دعوا الحروف تكوِّن ابجديتها من جديد لعلنا نجد معاني جديدة تنقذ ما تبقى من كرامة لنا فُقِدت في معترك الايام وفي كل الساحات.
دعوا فلسطين حديث القهوة والقلم وغزة ترسم مخاض الالم ، دعوا الردم والاوجاع والقبور شواهد وَعَلَم ، دعوا الحديث عن السلام فقليل منٌا من سَلِم.
أعيدوا تسمية الأشياء على مائدة القهوة وانثروا عبقها لعلّه يكون لنا نصيب في حكايا المرايا ورسم جدارية المنايا واحتضان غزة بعزة وانفة تعيد من جديد صياغة الرواية .

تعليقات
إرسال تعليق