القبلة الأخيرة...بقلم الكاتب محمد حموده زلوم
القُبلة الأخيرة
كانت السماء مشبعة بالرماد، والأرض تحكي قصة الألم والصمود. في ركن من أركان الحي المدمر، تجمعت الأمهات والأطفال، وعيونهم تفيض بالدموع.
في تلك اللحظة، كانت القُبلة الأخيرة تُطبع على جباه الصغار، وكأنها وديعة الأمل والحنين.
كان الآباء و الأمهات يهمسون في آذان أطفالهن بعبارات حبٍ ووداع، تعدهم بأن الليل لن يطول، وأن الفجر قادم، يحمل في طياته الأمل والنور. الأطفال، بعيونهم الواسعة البريئة، لم يدركوا تمامًا معنى الوداع، لكنهم شعروا بثقل اللحظة، وفهموا بقلوبهم الصغيرة ما عجزت الكلمات عن وصفه.
لأجل هذه اللحظات لن ننسى لن ننسى وجوه الأطفال البريئة، ولن ننسى دموع الاباء و الأمهات التي لم تجف.
لن ننسى القلوب التي توقفت عن النبض، والضحكات التي اختنقت في مهدها.
لأجل هذه اللحظات لن نغفر لن نغفر للظلم الذي حرم الأطفال من براءتهم، والذي جعل الحزن ساكنًا في عيونهم.
لن نغفر للسماء التي أمطرت نارًا بدلًا من المطر، وللأرض التي شهدت على هذا الألم بصمت.
لأجل هذه اللحظات سنثأر. سنثأر بالصمود، بالتمسك بالأمل، وبالإيمان بأن الحق لا يموت سنثأر برسم مستقبلٍ أفضل لأطفالنا، حيث الضحكة لا تخنقها الدموع، وحيث الطفولة لا تُسرق منها البراءة.
وفي ذاكرة كل طفلٍ طُبعت على جبينه القُبلة الأخيرة، ستظل قصة الحزن والصمود حيّة، وستكون حافزًا لأجيال قادمة لتحقق العدالة، وتبني غدًا أفضل، يحمل في طياته السلام والمحبة.
تعليقات
إرسال تعليق