ضائع في متاهة.. الشاعر/مهدي خليل البزال
ضائع في متاهة .
أشعر أنني أبحث في دوامة 🌀 جنون ،
في هضاب من الوهم والهمّ والضَّياع ،
عن روحٍ كانت تسابق الطَّيف المُهاجر .
كيفَ أواسي نفسى وأُرجعُ ذاتي،
وأنا غريقٌ بين أمواج عاتِيةٍ من الأوهام ،
وأنا محاطٌ بإحباطٍ وكذبٍ ودجلٍ وخِداع .
وقد جفَّت أفكاري كما لو أنها أزهارُ يبِست ْ،
من قلّة السَّقي حين تعرّضت لأشعّة الشّمس الحارقة ،
سقَطت بذورُها في وادٍ عميقٍ وهي تنتظر قطرة ماء ،أو غيثاً لتُرجع إليها نبضَ حياة.
كيف أُواسي نَفَسي والهواءُ يدخل ُ مسموماً،
تُخاطر فيهِ الرِّئاتُ بين َ أسناخِها،
وتُخرجُ بعضَهُ في الزّفير وبعضَه يجري في الجوارح،
والأوداجِ والأليافِ ِ والأجوافِ يخرِّبُ فيها ،
يمرحُ بين لُبابها ويَجورُ في الحواشي،
هناكَ يعبثُ في عرينِها ويمضي تاركاً علّةً،
تحتاجُ إلى ألفِ طبيب .
وكلُّ طبيبٍ يُرجِّحُ علّة ويصِفُ دواء ،
ولكن!
أيُّ دواء والعلّةُ التي تسبّبت بفَساد ِ الأجسادِ وكَسادِ النفوسِ ما تزال ُ موجودة،
تتمدَّدُ بين شوارِعِنا وشبابِنا وبلادنا ،
كما لو أنّها ناراً تشبّعت من جهنّم ،
تلفظُ لظاها في أفئِدتنا وجوارحنا ،
تتركُ أثرَ جنونِها وسمومِها وشواظِها .
ولكن!
رغم َ كلّ هذا تنتظر بارِقةَ أمل ،
أو قبس من نورِ اللهِ يدلُّها إلى هداها .
مهدي خليل البزال .
4/5/2024
تعليقات
إرسال تعليق