فن التبوريدة بالمملكة المغربية الشريفة...بقلم الكاتب محمد يطاش
فن التبوريدة يأتي لإحياء ذكرى بعض الاولياء والصالحين (موسم مولاي إدريس، موسم مولاي عبد الله .....) أو احتفاء بموسم فلاحي(موسم حب الملوك، الزيتون ،التمور ....) او ثقافي (مهرجان الإلزي الصويرة مهرجان أحيدوس عين اللوح، مهرجان الموسيقى الروحية فاس، مهرجان سينما الدراما مكناس....) بالرغم من الانتقادات التي ترافقها من الكثير من الفاعلين باعتبارها بهرجة لا تقدم اي قيمة مضافة وتلتهم الكثير من الأموال لكن الاغلب يؤمنون بالحاجة إليها ضمن التنشيط الثقافي والفني والترويح عن النفس والتعريف بالمنطقة ومميزاتها ، لكن التبوريدة أهم نشاط في جل هذه المواسم والمهرجانات لأنها تبقى تقليدا عريقا اكثر حضورا في كل فضاءات الاحتفالات تخلق لحظات من المتعة لأنها أكثر ارتباطا بوجدان المجتمع الحضاري و الثقافي ، و تعتبر فنا تراثيا من الرموز المنيرة الأصيلة التي واجهت كل الازمان ومنحت السكينة والأمان ، ترى الفرسان شوامخ بين أدخنة رمادية تصعد مع كل طلقة محددة متموجة هائمة ، و الفرسان تقف على السروج إجلالا للبارود رمز الأنفة والشهامة و الخيول تبتسم بأعنة منقبضة محاطة بما تثيره من نقع وخيوط البارود، تدريجيا تنخفض الأدخنة من درجة الدكنة ، كانها طلاء زيتي ممزوج بلحو الخشب ،وطيات مذهبة وتلابيب مطرزة واحجبة شفافة زاهية تزين الفرسان ، و بمستوى آخر تظهر فيه فجوات دائرية فوق البنادق ،لمحة تعكس جزءا من تاريخ عظيم ٠وصورة عميقة تكثف من جمال الفوضى في السماء التي تتطلع لها لأعناق بعد ضوت البنادق، توحي بالارتباط الوجداني لأهل التبوريدة بهذا الفن ، والاحساس بهذه الطقوس التي عطرت الأرض وتلاقى الجميغ حولها.
تعليقات
إرسال تعليق