رابع المستحيلات..الشاعر/د.أسامه مصراوه

 


رابِعُ الْمستحيلات


أيُّها الناسُ أَيا مَنْ تزْعُمونْ

إنّكُمْ بالْحُبِّ فعلًا تفْهَمونْ

خبِّروني أَلَهُ حقًا وُجودْ

أمْ تُرى أعْلَمُ ما لا تعْلَمونْ


رُبَّما للْبَعْضِ يحْلو أمْرُهُ

وَيُريحُ الْقَلْبَ حتى ذِكْرُهُ

هُمْ يعيشونَ خيالًا زائِلًا

طالما يَخْفى عليهِمْ سِرُّهُ


قدْ يقولُ البَعْضُ إنّي مُخطِئُ

ومِثالي في الْهوى كمْ سيئُ

لنْ ألومَنَّ جَهولًا بالْهوى

لا يعي نيرانُهُ قدْ تُطْفأُ


يبدأ الْحُبُّ كَغيْثٍ قدْ همى

واشْتِياقٍ مثلَ نجْمٍ قد سما

وَتذوبُ الأرضُ والدُنيا معًا

مِنْ حنينٍ في الحنايا قدْ نما


ويطولُ الْحُبُّ أمرٌ مُحْتَمَلْ

دونَ خوفٍ مِنْ فِراقٍ أوْ وجَلْ

إنَّما الْحُبُّ الذي أرمي إليهْ

غابَ عنْ قلبي وَويْلي لمْ يَزلْ


كيْفَ لي يا ربُّ أنْ أرْصُدَهُ

ثمَّ هلْ في الأرضِ مَنْ جسَّدَهُ

يا لِقلْبي مِنْ هوىً يَطْلُبُهُ 

ليتَ ربّي للْورى أوْجَدَهُ


إنَّهُ الْحُبُّ الذي لا يُطْلَبُ

والَّذي لا الْمرءُ فيهِ يرْغبُ

هلْ لِذاتِ الْحُبِّ نسعى أمْ لِما

نحْنُ مِنْهُ رُبّما قدْ نكْسَبُ


 لِمَ نحْيا طِبْقَ قانونِ الورى

لا هوىً إلّا إذا كُنّا سَوى

لِمَ لا نبْقى مَعًا اسْطورَةً

قِصَّةً مِنْ قبْلُ ما سِفْرٌ روى


لسْتُ أهوى يا مُليمي جَسَدا

بلْ وروحًا ألْتقيها أبَدا

إنَّ حُبّي مثْلُ روحي خالِدٌ

لا يضُرُّ المرْءَ حبٌّ خَلَدا 


كمْ حبيبٍ قدْ أتى ثُمَّ اخْتفى

وَهوىً ما إنْ بدا حتى انْتهى 

كيْفَ يسْلو الْمرءُ شخْصًا ودَّهُ

هلْ غدا الْحُبُّ طعامًا يُشْتَهى


قدْ يقولُ المرءُ إنّي عاشِقُ

وفؤادي بغرامي صادِقُ

كيفَ يا ربُّ إذًا لا يرتَقي

أمْ لسانٌ الْمرءِ سُخْفًا ناطِقُ


كيْفَ باللهِ العظيمِ القادِرِ

ما وَصَفْناهُ كَحُبٍّ هادِرِ

بل وَلمْ نشْهَدْ غرامًا مثْلَهُ

صارَ موصوفًا كَحُبٍ عابِرِ


هلْ لنا مِنْ سبَبٍ نَعْرِفُهُ

أمْ غدوْنا ويْلتي نأْلَفُهُ

رُبّما الأمرُ بِصِدْقِ النِّيَةِ

لا بِوصْفٍ كاذِبٍ نَعْزِفُهُ


فكلامُ الْحُبِّ يمْحوهُ الزَّمانْ

ما على الحُبِّ مِنَ الْغدْرٍ ضمانْ

مثَلُ الْحُبِّ كمَا الْخِلِّ الْوَفي

ما مِنَ الإثْنيْنِ أمْنٌ أوْ أمانْ

 د. أسامه مصاروه

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سيف ودرع...بقلم الشاعر أكرم كبشة

كادوا للأمة الإسلامية...بقلم الشاعرة تغريد طالب الأشبال

وداعا يا حبيبي....بقلم الشاعر محمد السيد يقطين

احيانا،ودي ما تغيب الذكريات....بقلم الشاعر رضوان منصور

حوار شعري بين حبيبين.. بقلم الشاعر/م.صبري مسعود.

في هذه الحديقة....بقلم الشاعر نورالدين جقار

نثريات.. بقلم الكاتب/محمد حسن البلخي

تحت وطأة الدجى....بقلم الشاعر توفيق عبد الله حسانين

تهمة في مسالك التحقيق...بقلم الشاعرة مريم بوجعدة

يمضي الليل...بقلم الشاعر أبو روان حبش