الحكمة كنت يوما في العشرين أقول : قريباً سأبلغ الثلاثين .. ثم ، تلتها السنوات الأربعون .. والخمسون .. والستون .. وغدا العقد السابع يجري في عامه الأول .. الواحد بعد الآخر وأنا في المجلات أقرأ كثيرا عن تجاعيد الشيخوخة .. لا يبدو الأمر هام للغاية ، لكنك في هذه المرحلة العمرية الأخيرة كلها , ستقول فيها لأبناء أبناءك : اترون ، إن هذا الفيلم الذي نشاهده الآن هو نفس الفيلم الذي شاهدته قديما عندما كنت في مثل سنكم .. وعلى حين غرة ، ينادونني : يا حاج...احذر .. يا جدي .. انتبه إن الدرج في غاية الصعوبة وأنت لا يمكنك تسلق درجتين متتاليتين في آن واحد .. فصحتك وسنك في هذه الأيام ، لا يسمحان لك بأخذ أكثر من درج واحد وبحركات متثاقلة .. فيشتد بي الضحك الى درجة الجنون .. البراهيش تطلعوا على أمري .. ومع ذلك ، أتعمد الخروج لألتقط حصى بكل ألوان السعادة : أنعزل قرب كبار السن مثلي .. أسمع منهم الأساطير والحكايات التي أعرضها على احفادي ليلا .. نعم ، إن أحفادي ذراع تلتف كل يوم حول رقبتي لمعانقتي أو حمايتي بشكل أفضل من السقوط .. وبفضلهم كذلك أستطيع عبور هذه المحنة بسلام دون أن تغرق عواصفي الرعدية ...