أم الشهيد.. بقلم الأديب/د. محمد المصري
ام الشهيد
********
خرج وفي عينيه إصرار العمالقه. مشمرا عن ساعديه كمن ذاهب الي مايحب ويشتهي..
أذان الفجر يرتفع من المسجد القريب من داره في طرف القريه.نهض مسرعا وارتدي ملابسه العسكريه علي عجل..بعد أن توضأ حيث وجد أمه تقف خلفه تمسح علي وجهه وتحتضنه وتقبله بلهفه وحنان الام وتمتمت بالدعاء له ودخل علي أخيه الصغير وقبله بحب وحنان ولم يشأ ان يوقظه.
أحتضن أمه وضمها الي صدره قائلا "" ادعي لي يا أمي""
تمتمت بالدعاء وانسل من بين أحضان أمه وخرج مسرعا
تاركا أمه غارقه في دموعها..
دخل المسجد وصلي الفجر وخرج والكل يدعو له بالعودة بسلامة الله..
أخترق أعواد الذره اختصارا للطريق فقد أزف موعد قدوم القطار.
ولم ينسي ان يمر بمنزل خطيبته كالعاده .وجدها هناك خلف نافذه حجرتها ودعته بإبتسامه رقيقه ومدت يدها بمصحف صغير تناوله منها علي عجل وشد علي يديها وانطلق في طريقه وهو يدندن بموال محبب الي قلبه.
إن ربطوك ياليل وعصبوك بحزام
وإن لفوا عليك السوادبكل لون ما حنام
وإن جنزروك بسلاسل.وإن حللوك بالحرام
مسير الفجر يدن..ولكل فجر أدان
الله اكبر لا إله إلا الله
الله اكبر لا إله إلا الله
وصل إلي محطه القطار ولم تمضي لحظات إلا وأقبل القطار
جلس بجانب النافذه ..يستمتع بهواء الفجر الندي وسرح بخاطره تجاه أمه وأخيه الصغير .ايام قليله وتزف اليه محبوبته لتكون ونسا لأمه بعد أن مات والده..
وتلك القراريط البسيطه التي يقتاتون منها فقد تبقي من خدمته ايام قليله ليعود الي أمه ومحبوبته.
وصل الي مقر خدمته. رحب به زملائه ترحيبا كبيرا
وجلسوا يتسامرون الي ان اشرقت،شمس الضحي..
وتناولوا فطورهم فقد كانوا من الحراسات الخاصه بإحدي المنشآت..
فجأه سيلا من الطلقات الناريه من عده جهات تنهال عليهم
اضرجوا في دمائهم الذكيه ولم يتمكنوا حتي من الدفاع عن أنفسهم فقد باغتهم عصابه من أعداء الدين والوطن.وفروا
هاربين.
واختلطت الدماء الذكيه تروي ارض الكنانه .
كانت لحظه تدمي لها القلوب اي حق ينتهجه هؤلاء الخونه
لقتل الابتسامه علي شفاه الأمهات الثكالي..اي منطق اي دين
يتيح تلك الجريمه الشنعاء.
خرج من داره يملوه الأمل عاد محمولا علي الأعناق .
إستقبلته القريه بحزن دفين.. الدموع تملأ المأقي.
سريعا ما تحولت الي صيحات التكبير ...ينشدون المجد لك يا شهيد..المجد لك ياشهيد.
أذرفت أمه الدموع...وانشدت
ريشه حمامه طوحها ريح
هات الحمامه بجناح جريح
باتت مانامت ..والموج يطيح
هات الحمامه هات يا ياسين
كل المباني ..كل البناني.
مكسيه توب اسود حزين
واااااااه.....ااااااااه
اااااااه يا يا سين...
*************
محمد المصري
تعليقات
إرسال تعليق