فلسطين في عيون الشعراء...بقلم الشاعر أبو علي صبيح



________

وكمْ مِنْ رِحلةٍ بدأتْ بخطوٍ

أُريدَ لهُ الوصولُ لألفِ ميلِ

وأولُ خطوةٍ كانت وبالا 

ومن يقوى على السفرِ الوبيلِ

_____

أوَ  هكذا

يعلو على الأَزمانِ

من  عانقَ   الآجالَ  للأديانِ

وهناكَ حيثُ ..

الموتُ يَنفُذُ أمرُهُ

وعلى مُتونِ الريحِ تسقُطُ همَّتي

لا أُنْسَ يأتي ..

في ظلامٍ  دامسٍ

سيُغَيَّرُ المَعنى وتهربُ صورَتي

لا صوتَ يأتي ..

من ترابٍ أخرسٍ

سأكونُ رَهنَ المُوحشاتِ بوحدَتي

سِرُّ  امتلاكِيَ ..

 للشِّعورِ   قضيةٌ

تأتي  الضَّرائِبُ بَعدَهُ  لحَقيقَتي

بل هكذا

الآجالُ تَلعنُ خانعاً

وتَمدُّ  أبطالاً   بعمرٍ    ثانِ

شُرِّدتْ من

وطنٍ وأنتَ جذورُهُ

لتَحلَّ  أهلاً في  رُبى  الأوطانِ

قَرِيباً ، 

يَئِنُّ الصَّغِيرُ ،

يُلَاحِقُ بالْعَيْنِ

 أَنْصَافَهَا الجَائِعَهْ ...

تَكْبُرُ الدَّائرَةْ

تَخْتَفِي الْجُمْجُمهْ،

يَتَعَالَى النُّبَاحُ 

لِيُسْقِطَ جُمْجُمَةً ثَانِيَهْ.

وَبَيْنَ فَوْضَى الْغُبَار

ونَبْضِ الْبَراءَةِ 

أَقْعَى الصَّغِيرُ

يُطِلُّ عَلَى أُمِّهِ الجَاثِيَةْ ،

ثُمَّ عَانَقَهَا فِي التُّرابِ

بِبَسْمَتِهِ الضَّائِعَهْ  .

وسخيةٌ

تلكَ الفواجعُ كُلَّما

عُدْنا تَعودُ  برغبَةِ  الوَلهانِ

كُلَّ يَوْمٍ 

اُكْتُفِي بِحَرْفٍ مِنْ فَرَاغِ 

وَلَا أنْقَب 

عَن مناجم النِّيرَان 

لَكِنَّهَا الذَّاكِرَة الَّتِي 

لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُوَارِيَهَا 

التُّرَاب وَالْأَزْمَان 

أَمُدُّ يَدِي لِلشَّجَرْ

يَنْحَنِي لِلْخَرَابِ

وَتَمْتَدُّ أَعْرَاقُهُ فِي اُلتُّرَابِ

لِعَاصِفَةٍ أَنْ تَمُرّْ

.....

لَا اكرر الْعُنْوَان مَرَّتَيْن 

فَاكْتُب سَطْرًا طَوِيلًا مِنْ عَلَامَاتِ التَّعَجُّب 

وَابْتَعَدَ عَنْ الْفَهْمِ عَامِدًا 

فَلَا أُرِيدُ أَنْ أَفْهَمَ كَيْف 

تُشْعَل النِّيرَان مِن تُفْتَح الزُّهُور 

وانبلاج الصُّبْح 

وَانْتِظَار أَن ينقشع الْغُبَار 

حينَ قلتَ تعبتُ 


مِنْ تَعَبٍ تنْتَشِي

شَاعراً يَقْتَفِي أثرَ المُسْتَبَاحْ

تُمَرْمِدُ في جَسَدِ النّايِ

خَيبتَهُ

واللُّحونُ بألفِ صياحْ

تقول أمَا للهوى أن يُقيمَ جنازتَهُ

كَيْ يُعانقَ دربَ التَّمَنِّي ...

رُبّ الّذي شَنقَ المَوتَ يَدْري

" بأنك كنت تطارد خيط دخان"

فلا تمتحنْ تعبَ العائدينَ من الصحوِ

ولا تجئْنِي بخاتمِ حلمِك

قبل الرحيلِ

لأعبرَ فيك المسافاتِ ذكْرَى

ونَمْ في سريرِ المجازِ عَنِيداً

تَدثّرْ رسالةَ عاشقةٍ 

تَعتلي ليلةَ الذَّارياتِ

بِحُمّى قصيدٍ تراقصَ نوراً

وناراً تُذَكِّرُهَا  بِجنُونِ الرِّياحْ...


تَخَيَّرَ مَوْطِنَهُ فِي اُلسَّمَاءِ

يُلَمْلِمُ بَعْضَ اُلرُّؤَى فِيكِ

فَاُرْتَحِلِي فِي اُلْمَدَى اُلْمُتَمَوِّجِ 

مُرْتَجِفاً فِي عُلاَكِ

وَخُطِّي اُلْخُطَى وَاُلسُّطُورَ 

لِمُنْتَجَعِ اُلرُّوحِ  

كَيْ تَعْتَلِيكِ اُلْأغَانِي 

بِأَرْوِقَةِ اُلنَّايِ

ثَمْلَى بِأنَّاتِكِ اُلشَّامِخَهْ

نَجْمَةً لِمَدِيحِ اُلْجِدَارْ .

..... 

لِهَذِي الرُّؤَى شُهُبٌ 

سَتُغَالِبُ رِيحَ اُلْمَسَاءِ كَمَا تَدَّعِي ...

وَفِي اُلرِّيحِ تُخْفِي اُبْتِسَامَ اُلْمَسَافَاتِ

لِيَشْرَبَهَا اُلْمَحْوُ فِي رَجْفَتِي 

كَعَادَتِهِ حِينَ  يَسْأَلُنِي اُلْفَجْرُ 

حِينَ ألْبِسُ بَعْضِي تَرَاتِيلَ ضَوْءٍ 

لِعِشْقٍ يَغَارُ  

يُوَاجِهُ أَيْنَ مَضَى اُللَّيْلُ ،

فَلاَ أَعْرِفُ اُلْمُنْتَهَى 

أَوْ مَكَانَ اُلنُّبُوَّةِ فِي اُلْوَحْيِ 

غَيْرَ صَلاَتِي بِأَرْضِ قَصِيدٍ

يُسَوِّي اُشْتِعَالَ اُلمَنَارْ ...

فِي عِبَارَةِ كَفِّي

تُرَقِّشُ كَأْسَةَ سَارِقِ حُلْمٍ ،

وَأَلْفُ سُؤَالٍ عَلَى شَفَةِ اُلصَّفَحَاتِ

يُسَكِّبُ لَعْنَتَهُ اُلْأُغْنِيَاتُ

وَتَقْتُلُهُ فِي لَيَالِي اُلْبِحَارِ الَّتِي 

رَقَصَتْ فِي اُشْتِهَاءِ اُلشِّرَاعِ

وَمَا مَنَحَتْْ طَفْلَةً لِلْوِهَادِ

وَلاَ جَبَرَتْ صَائِداً أَنْ يَعُودَ ،

كَأَنْْ عَاصِفَاتُ اُلْجِبَالِ تَفُورُ 

بِرجْعٍ اُلْمَسَاءِ 

وَصَوْتٍ جَسُورٍ ،

تَوَغَّلَ فِيهِ اُغْتِرَابُ اُلْسِّفَارْ...

الشارعُ الذي أعبرُه كلَّ يومٍ 

الأشياءُ التي مزَّقتْها الريحُ

الأمُّ التي تزرعُ كِسْرةَ خبْزٍ في المنامْ

الضبابُ الذي يُخَبِّئُني من يقظةِ الذئابْ

والطفلُ الهاربُ منِّي 

يُطلقُ رصاصَتَه الأُولَى 

ليقتلَ آخرَ الخطواتِ

في رحلةِ امرأةٍ تغالبُ الغيابْ...

ومثلما آمَنْت لِلضِّيَاء 

ذَات مَوْت 

أَمُوت تَحْت قُرْصِ الشَّمْسِ 

وَاقِفًا يَدَاي صَوْب السَّحْب 

و الشِّفَاه المشققة 

تَرْفُض النَّدَى 

أَو رَزّاز تُسْقِطُه السَّمَاء . .


قَلَمي ..

توَقَّفَ عاجزاً  مستغفراً

ماذا؟ وحرفُكَ فارسُ الميدانِ

ماذا ..

أينطقُ  أو  يلوذُ  بصمتهِ

وعلى  رحابِكَ  يستوي الإثنانِ

ويدورُ 

لا   يَدري   بأَيّكَ  بادئٌ

حتى استحى من كثرةِ الدَوَرانِ

يا سيدي

أكتُبْ  بهِ  ما يُرتجى

إنّي  وهبتُكَ   أَحرفي  ولساني

أكتبْ بهِ

فتُحيلُني ..

ذكرى على وَتَرِ  الأنا

 وعلى شَفيرِ القبرِ تَنحبُ لذَّتي

للهِِ أمرُ  ..

المَوتِ  شَلَّ  مَشاعري

واللهُُ  أدرى  ما  يَسُرُّ  سريرتي

في غربةٍ ..

أَحيا وحَولي  مَحفَلٌ 

للمُؤنسينَ.. هناكَ كيفَ بغُربَتي ؟

شيئاً   يليقُ   بثائرٍ

قد  جاءَ  بالتّشريفِ  للإنسانِ

وَبَيْنَ فَوْضَى الْغُبَار

ونَبْضِ الْبَراءَةِ 

أَقْعَى الصَّغِيرُ

يُطِلُّ عَلَى أُمِّهِ الجَاثِيَةْ ،

ثُمَّ عَانَقَهَا فِي التُّرابِ

بِبَسْمَتِهِ الضَّائِعَهْ  .

......

شَوْقٌ قَدِيمٌ

قَادَنِي ثُمَّ  اُكْتَمَلْ

 لَمْ يَكُنْ مِنْ قَبْلُ 

 لَكِنْ صَارَ بَعْدَ اُلْقَبْلِ بَعْدُ... 

وَمَشَى بِيَ اُلنَّعْلُ

يُحَاصِرُ مَنْ أَتَى وَرَحَلْ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سيف ودرع...بقلم الشاعر أكرم كبشة

كادوا للأمة الإسلامية...بقلم الشاعرة تغريد طالب الأشبال

وداعا يا حبيبي....بقلم الشاعر محمد السيد يقطين

احيانا،ودي ما تغيب الذكريات....بقلم الشاعر رضوان منصور

حوار شعري بين حبيبين.. بقلم الشاعر/م.صبري مسعود.

في هذه الحديقة....بقلم الشاعر نورالدين جقار

نثريات.. بقلم الكاتب/محمد حسن البلخي

تحت وطأة الدجى....بقلم الشاعر توفيق عبد الله حسانين

تهمة في مسالك التحقيق...بقلم الشاعرة مريم بوجعدة

يمضي الليل...بقلم الشاعر أبو روان حبش