في قاعة الإنتظار...بقلم الأديبة ليلى قوال


 في قاعة الإنتظار

حدثت الروح الجسد في صمت وجعلته ينظر يمينا وشمالا مقارنا نفسه بمن هم قبالته...

هل أنا هو صاحب الوجه الوسيم والشعر الكثيف والبنية السوية ..هل أنا الذي كنت أسير بخفة ورشاقة واتكلم برفق و لباقة هل هو أنا صاحب هذا الجسد ام انني لست انا التي تقصدين يا روح رميتني باللوم وسكنتي..طبعك الغالب انك الأبدية السرية عند ربك راجعة مقضية لرسالتك السامية وانا الأزلي كل يوم أفقد من صحة بسمتي وتهزني الأحزان في الظلمة واتلقى كم من لكمة ولكمة..وانت ياروح ما بعدك روح تسكنين القلب المجروح وتركبين  المداخل وسرك بالداخل مغروس  لا الحرف ينطق بالتعبير عنك ولا الكلمة تجيد مقصدها بك..صح من خلقك وأرسلك لما نادى وارجعك .. مطمئنة راضية مرضية..ونحن بأجسامنا نهرول لأحلام غادة الإنتظار..ننتظر الوعود وننتظر الفرح... ننتظر الفرج وننتظر أن نستغنى وان إلى ربك الرجعى..انتظارنا فاز علينا وكتب بحروفه الصامته لافتة الإنتصار وهرمنا انتظارا حتى أشرت لجسدك ياروح أن يكف عن الجروح ويداوي الصبر بالمعية ويناجي من يملك الرحمة تلك الرحمة الأبدية والتي لا يوجد مثلها رحمة ...اجسادنا زينتها الروح ...

فلو لاها لكنا كجذور اشجار اللوز نقر فيها الطير وسكن وأصبحت تقرع ككؤوس الخمر تقمع وتقرع وتفرغ..

هل أنا من كتب وقرأ وعبر وفكر وخطط..؟!! أقف الآن امامك ياروح وأنت بصمتك الخاشع.. تنبهينني انني فارغ بدونك مردوم في التراب وانت تسمو وتعلو..صامته وقد تحدثي باجمل المعاني وانا الذي أملك الحرف والعبارات ماتت على خدودي العبارات حتى الدمع توقف كتوقف الحياة لكنك مستمرة وانا الراحل.. أسند عكازا كما اتراني  بدون أساس ولا مركز...أكيان هكذا يهتز بقوام أعوج بعدما كنت مستويا  صرت بالختام اعرج وكل ما أملكه صار جسدا أبلى قد كان أقوم واغلى !!!

يا روح توقفي لا تروحين كم تمسكنا وكم تواعدنا وكم اعتنيت بك فانت المخفية بداخلي عني اغلى وأنا الثرثار الأجوف..برحيلك مهلوك اخوف من الخوف نفسه انا اخف..واعجل في الأمور واسرع لكنك رزينة...

فلا تروحين..لما تستعجلين لا أزال أطوق لمراكبة الركب واحتفي وامرح وكثير من الأمنيات أردت تحقيقها قبل أن تطرق المنايا وانت ياروح معايا...تكلمي ياروح لم اسمع صوتك فانتم العالم الخفي لا تسمع لكم لاغية..فالهدوء قد قال كل شيء...

وثرثرتي ما رسمت حرف ولا معنى تعبيراتي مجرد فتات لهذا العصر الصارخ عهد الصاروخ  والضجة وانت ياروح مبتسمة في فرجة لا نراك ولا نسمعك ولا شبعنا من روحك ولا يوم منك مللنا..سكنت الاجسام كالعروس  واليوم تعلنين مروحك ورحلت مودعة للفردوس..ونحن من بعدك نغص في التراب وتتبعنا كلماتنا وافعالنا ومجموعة دروس وكل ما جمع لنا في قاموس ..ليتك حدثني في شبابي لغلقت عن اللهو بابي وسكنت لجانبك وملأت بالحسنى كتابي...

بقلمي..

ليلى قوال  Leila Goual الجزائر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سيف ودرع...بقلم الشاعر أكرم كبشة

كادوا للأمة الإسلامية...بقلم الشاعرة تغريد طالب الأشبال

وداعا يا حبيبي....بقلم الشاعر محمد السيد يقطين

احيانا،ودي ما تغيب الذكريات....بقلم الشاعر رضوان منصور

حوار شعري بين حبيبين.. بقلم الشاعر/م.صبري مسعود.

في هذه الحديقة....بقلم الشاعر نورالدين جقار

نثريات.. بقلم الكاتب/محمد حسن البلخي

تحت وطأة الدجى....بقلم الشاعر توفيق عبد الله حسانين

تهمة في مسالك التحقيق...بقلم الشاعرة مريم بوجعدة

يمضي الليل...بقلم الشاعر أبو روان حبش