شمس الحنين...بقلم الشاعر عبد الرحمن توفيق
شمس الحنين
للشاعر عبدالرحمن توفيق
من بحر الكامل التام " متفاعلن "
فُــتِنَ الْفُــــؤَادُ وَلَا سَــــبِيلَ لِعَابِـــــرِي *** وَلِسَانُ حَالِي مِنْكِ أَمْسَى سَاحَرِي
كَلَــفَ الْهُوَى وَاللَّيـلُ أَصْبَـحَ مُقْمِــرِي *** وَجُنُونُ عَقْلِي لَا يُغَامِـــرُ صَابِرِي
يَا زَهْـــــرَةً بَيْنَ الرُّبَى لَا تَحْــــــــذَري *** مِنِّي فَإِنَّ الشَّـــوْقَ أبْلَــجَ مِمْــبَرِي
إِنْ كُنْتِ عَازِفَـــةُ الهَــوَى لَا تَغْـــــدَرِي *** فَأَنَا رَجَوْتُكِ هَائِــمًا لَا تَهْجُـــــرِي
أَوْ كُنْتِ قَاصِــــــدَةُ الْمُنَى لَا تَهْــــــرَبِي *** فَمِنَ الْهَوَى مَا يَعْتَرِيهِ الْمُصْـفِرِي
إِنْ كُنْتِ تَائِقَـــــةُ الْجَـــــوَى لَا تَثْـــأَرِي *** فَأَنَا جَرِيحُكِ بِالشَّجَى لَا تُكْـــــثِرِي
أَوْ كُنْتِ نَاشِــدَتُ الْجَــــــوَى لَا تُنْـذِرِي *** فَلَهِيبُ عِشْقِي بِالْفُــؤَادِ مُدَمِّــــرِي
وَلَكِ الْجَمَـــــالُ مُـــوَرِّدًا بِمُعَطِّـــــرِي *** وَالْمِسْكُ مِنْكِ مُعَطِّرًا لَكِ عَاطِـــرِي
وَالْحُــبُّ فِــيكِ مُخَـَّــيرٌ هُــوَ آثِــــــرِي *** لَا مُجْــبَرًا فَالْقَلْــبُ يَنْشُــدُ جَابِــرِي
وَحَمَلْـتِنِي حِـــينَ الْهَــــوَى مُتَأَثِّــــرِي *** أَكْرَمْتِنِي وَجَــبِرْتِ بِي وَبِخَاطِــــرِي
وَوَضَعْتِنِي بِجِــنَانِ رُوحِكِ زَاخِــــرِي *** وَشَـرِبْتُ مِنْ نَبْعِ الْهَـــوَى مُتَدَثِّــرِي
وَأَذَقْــتِنِي حُلْــــوَ الْمَــذَاقِ بَآسِـــــرِي *** وَالسِّحْرُ فِي عَيْنَيْكِ أَبْقَي سَــــاحِرِي
أَغْدَقْـــتِنِي بِحَنِينِ حُــــبُّكِ وَافِــــــرِي *** وَدَعَـــوْتِنِي بِمَحَــــبَّتِي وَتَفَكُّـــــــرِي
يَا نِشْــوَتِي بِحَبِيبَتِي وَخَوَاطَـــــــرِي *** قَالَتْ أُحِــبُّكَ وَالْهُــــيَامُ مُجَاهِـــــرِي
نَادَتْ بِأَعْلَى صَـــوْتُهَا لَكَ سَــــاهِرِي *** قَالَـتْ هَنِيئًا وَالْفُـــــؤَادُ بِطَاهِــــــرِي
وَبِطُهْـــرِهَا فَاضَــتْ إليَّ مَشَــــاعِرِي *** وَسَـبِحْتُ فِي بَحْرِ الْهَوَى مُتَعَـــذِّرِي
سَــحَبَتْ يَدَيَّ بِلُطْفِـــهَا وَتَغَــــــنْدُرِي *** وَمَشَتْ تُهَادِينِي الْهَــوَى بِتَبَخْــتُرِي
وَالشَّمْسُ مُشْرِقَةُ الْجِبِينِ نَوَاضِــرِي *** وَالْبَــــدْرُ أَيْقَــــظَ دَرْبَــهَا وَمُبَشِّــرِي
وَالْبَحْــرُ عَانَــقَ مَوْجُــــهُ مُتَأَثِّــــرِي *** كَاللَّحْــنِ رَنَّــــمَ عَـزْفَهُ مُتَحَــــــرِّرِي
وَالرُّوحُ تَعْشَــقُ قَلْــــبَهَا بِتَفَكُّـــــرِي *** كُلُّ الْكَــلَامِ بِحُسْــــنِهَا مُتَخَــــــــبِّرِي
وَالنُّبْـلُ أَوْثَــقَ صُـــنْعَهَا مُسْتَشْـعِرِي *** وَالنُّـــورُ أدرك دَرْبُـــهَا مُتَزَهِّـــــرِي
هِيَ كَالضُّـــحَى فِي طَلَّةٍ كَالْمُبْهـِـــرِي *** وِالْحُسْـنُ فِيـــهَا رَوْنَقٌ مُتَنَـــــــوِّرِي
هِيَ كُلُّهَا عَلَــمُ الْجَمَـالِ الْمُنْضَـــــرِي *** وَالْعِشْــقُ أَفْتَنَ رُؤْيَتِي وَتَنَاظُــــــرِي
عُمْرِي لَهَا. كُلِّي لَهَا. هِيَ خَاطِـــــرِي *** هَمَسَتْ يَقِينَ مَحَـــبَّتِي وَخَوَاطِــــرَي
تعليقات
إرسال تعليق