طي النسيان.. قصة قصيرة.. بقلم الأديبة وفاء صابر شكري
طي النسيان.. قصة قصيرة.. بقلم الأديبة وفاء صابر شكري
قصة قصيرة بعنوان
طي النسيان
فى ذاكرة كلاً منا شريط من الذكريات يسعدنا أحياناً وكثيراً ما يؤرقنا
وهُيام سيدة فى بدايات العقد الثالث من عمرها مطلقة بعد زيجة دامت عدة سنوات
تزوجت هُيام.... مصطفى عن قصة حب تَحدث عنها جميع من حولهما وبعد الزواج بِشهور قليلة بدأت رحلة البحث عن الإنجاب وذهبا لإكثر من طبيب وبعد إجراء عِدة فحوصات معملية إكتشف الأطباء أن مصطفى يعانى من عيب خُلقى قد يجعله عقيماً وفُرص الإنجاب تكاد تكون منعدمة تماماً ووعدت هُيام مصطفى بالإبقاء على ذاك السر وكانت حين تسألها أُسرتها تُجيب أن الطبيب أخبرهما أن كل شيئ على مايرام وإنها مسألة بيد الله وقد يحدث الحمل فى أى وقت
ولكن على الطرف الأخر فقد إدعى مصطفى أمام أُسرته أن هُيام تعانى من مشاكل تمنع الإنجاب وإن الحمل قد يكون مستحيلاً ومن هنا بدأت الحرب من والدة مصطفى على هُيام وهى لاتدرى سبباً لها وبدأت الحماة تُنغص عليهما عِيشتهُما وتفتعل المشاحنات مع هُيام وهى تحدثها عن بناتها وجارتها الحوامل وتصمت هيام مرة وتتذمر مرة أخرى وتستفسر من مصطفى بماذا أخبرهم فيجيبها كما أتفقنا حبيبتى ويهدأ من روعتها ويبرر ماتفعله والدته بإنه من دواعى السن ويطالبها بالإحتمال من أجله
وبدأت تلاحظ تغيراً فى تصرفاته فقد أصبح يتغيب عن البيت أوقات طويله ويتعلل بإسناد اعمال إضافيه إليه وهو قَبلها كى يوفر تكاليف العلاج
حتى إنه سيضطر إلى السفر نهاية الأسبوع خارج البلاد فى مهمة عمل
ولكنها لاحظت إن حماتها لم تعد تتردد عليهم ولا حتى إتصال هاتفى وحين تهاتفها هى تنهى المكالمة سريعاً متعلله بوجود أحفادها ولا وقت لديها لأحد
وبعد سفره بأيام
فوجئت برسالة عبر الواتس أب شعرت بالقلق رقم الراسل ليس من جهات إتصالها
وواضح أن الرساله عبارة عن صورة ترددت هُيام لحظات ثم قررت فتحها لتقع عليها وقع الصاعقة صورة لمصطفى من حفل زفافه وأسرته ملتفه حوله
حاولت الإتصال به لم يجيبها
تذكرت الرساله وردت بكلمة واحدة حابه أبارك لمصطفى وطلبت العنوان وفعلاً ارسل العنوان
وارتدت أبهى ثيابها وذهبت إلى الفندق المقام فيه حفل الزفاف
ومعها هدية أنيقة ملفوفة بشريط ستان
ووصلت الفندق ودخلت القاعه ولم يلمحها مصطفى وتقدمت الى حيث مقعد العروسان
ورأها مصطفى ولم يتمالك نفسه من الخجل وتصبب عرقاً وصافحت هُيام العروس وقبلتها وناولتها تلك الهدية
وانصرفت بهدوء
وفضولاً التقط مصطفى الهدية من يد عروسه وفتحها بارتباك شديد ليجد أمامه جميع نُسخ التحاليل وتقارير الأطباء التى تثبت مرضه وكلمة منها للعروس تقول فيها
حبيبتى لقد كنت سكنه وسره وارتضيت حرمانى من الأمومة لأجله واخفيت سره عن الجميع فكافأنى بزواجه الثانى منك وغداً سيتزوج من أخرى
وانقلبت الموازين وتركت العروس فرحها وفرت مع أُسرتها وهم يحمدون الله أنها أتت قبل عقد القران بلحظات
وذهب مصطفى ووالدته بعد أن علمت الحقيقة لتعتذر لهُيام ولكنها رفضت وأصرت على الطلاق
وتم الطلاق فعلاً
وأقسمت أن تضعه فى طى النسيان لإنه خانها مرتين
حين خالف وعده لها وأتهمها أمام أهله بعدم الإنجاب
والثانية حين سمع لوالدته وأقدم على الزواج من أخرى رغم تضحيتها التى لم يقدرها.
وفاء صابر
تعليقات
إرسال تعليق