مثل الفقراء.. الأديب/علي غالب الترهوني
مثل الفقراء
_________
مثل فقراء المدينة ..
أجوب الشوارع حفيا..
لا تغريني هبات الأخرين ..
قلبي تملئه السكينة ..
يوم ما هطل المطر على بيتي القديم ..
وقف الغراب على شجرة الدالية ..
لا ثمر في الشجرة ..
لأن بطني خاوية .
اهرب من صرخات الجوع ..
أطفالي يتوددون لسماء ..
لعل المطر ينعش مسرى أبي .
معوله لا زال هنا ..
انا تركت ثراه واخذتني المدينة .
قلت لزوجتي طالما هذا الغراب ..
يقف على قمة راسي ..
أحضري القدر وأملئيه بالصحى .
ربما مر عمر من هنا .
العدالة لپس لها أوان ..
العدالة في كل مكان ..
يوما ما يختفي الغراب ..
ويقف النورس على الباب .
يجلب لنا الطعام ..
السعادة تأتي مع الايام ..
لكن هذا العيد أشعر انه بعيد ..
كيف يمر على أطفالي ..
وهم يقلدون لغة الخراف ..
دون ضحية تأتيهم من السماء .
ولدي أسماعيل لم يعد صغير .
احتسبتهم ضحايأ على مذبح الحكام ..
غدر بنا وبهم الزمان ..
أطفالي سيمر عليهم العيد على كل حال ..
لن ينقص منهم شيء ..
سيصنعون أضحياتهم من التراب ..
ويسفكون دمائها عبر تفاصيل الحلم ..
لن يطالهم الندم لانهم قتلوا المسيح ..
بالعربي الفصيح...
اية امة هذه ..
تقتل أنبيائها يوم العيد ..
أصبري يأ أمي ..
غدا تشرق الشمس على البيدر..
الذي تركته أبي ..
ونزرع الارض بالقمح والحناء..
فلا فرح يهجر اطفالنا إلى الابد..
ولا حزن الفقراء يدوم ...
____________________
على غالب الترهوني
بقلمي
تعليقات
إرسال تعليق