لماذا كان أجدادنا أسعد منا؟....بقلم الكاتب أحمد علي صدقي
لماذا كان أجدادنا أسعد منا؟
كان أجدادنا لا يملكون ما نملكه اليوم من عوامل يمكنها أن تسعدنا وما أحسنا استعمالها فشقينا، فكانوا أسعد وأهدأ و أطيب منا رغم قلة مكتسباتهم لأنهم احسنوا استعمالها..
أجدادنا لم يكونوا أقل منا ذكاء ولا أقل منا رغبة في امتلاك الأشياء الجميلة، لكن لم يكونوا أكثر فلسفة، يبحثون عن معنى الوجود ولا اكثر إلحادا ينكرون وجود الله. كان الأذكياء منهم يفسرون لهم ما يدور حولهم، بما جاء به القرآن وجاءت به السنة، والكل مقتنع، من أول وهلة، بالتفسير وبأن المصدر لكل سؤال حول الوجود هو القرآن والسنة.. والذي كان يميزهم عنا خصوصا، هو أنهم اهتموا كثيرا بدينهم قبل كل شيء، فالكل يعرف أنه وجد فوق هذه الأرض لعبادة خالق واحد هو الله. كانت كل اجتهادات من سبقونا، النحوية منها والصرفية والبلاغية تصاغ لخدمة القرآن والسنة.. أما اليوم فقد تبعثرت أفكار القوم بترك ماهية المخلوق والبحث عن تفسير ماهية الخالق. بهذا البحث المسقام، ذهبت سعادة الإنسان مع التيهان الفلسفي وكثرة التساؤلات حول الوجود وحول من أوجده..
الكل ترك دينه وتعمق في التساؤل حول أشياء صعبة الإدراك بعقل ضيق ومحدود المعرفة. عقل جنح عن الصواب لما ترك تفاسير خالقه له ولعالمه، وأخذ على عاتقه تفسير الكون بجهده هو، واستعمال وسيلة اكتسبها، وهي فلسفة قوم ملحدين.. الإنسان اليوم لا زال يفسر الوجود بفلسفة غاب عنه إدراك كنهها لتعقيداتها، وهي فلسفة أريسطو، وهي فلسفة عقيمة كما قال بن تيمية. فأريسطو وقومه مجتمع ملحد، إذ كان لهم من الآلهة ما يعد ولا يحصى..
إنسان اليوم يتفلسف كثيرا، وليس بفلسفة هو من ابتدعها أو استخرجها من فكر مجتمعه، بل يتفلسف بفلسفة أخذها برمتها عن قوم آخرين و أراد أن يفسر بها وجوده هو، و وجود الكون من حوله..
هذا الإتباع، وهذا الإقتناء لأفكار قوم لهم اعتقاداتهم و لهم أفكارهم الخاصة بعهدهم، لن تفسر اعتقاداتنا، إذ لنا عبادة مختلفه نعرف كنهها جيدا. عبادة واحدة فسرها لنا سيد الخلق، صلى الله عليه وسلم، تفسيرا لا يختلف عليه إثنان ذوي عقل رزين. لو اتبعنا ما جاءنا من الهدي لاهتدينا به إلى الطريق المستقيم واسترحنا من مشقة تساؤلات متعبة وغير مجدية، فسعدنا..
الإنسان العربي لما ترك ما فسره له الخالق في كتابه، واعتمد على عقله لما تشرب فلسفة ملحدين لا إله لهم، زاغ عن طريق السعادة فشقى و تعدب، وتاه.
يقول شوبنهاور:
كلما قل حظ المرء من الذكاء، كلما بدأ له الوجود أقل غموضا. يعني كلما قلت فلسفته كلما عاش هنيئ البال.
ويقول الله تبارك وتعالى، وهو أصدق القائلين:
وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ...
أحمد علي صدقي/المغرب.
تعليقات
إرسال تعليق