مرايا بوتيفار الخفية...بقلم الشاعر أحمد الحمد المندلاوي
مرايا بوتيفار الخــفيّة..
شعر/د. احمد الحمد المندلاوي
** الى عزيز مصر في زمن النبي يوسف (ع):
يعدُّ النجومْ،
ويرعى القَمَرْ
جسدٌ هزيلٌ.. لضرغامٍ هوى..
على نمارقَ مصفوفةْ،
و لكنَّهُ يحتضنُ الشّوكَ المدمّى؛
والأسلْ..
بين قناديلَ ملوَّنةٍ
على الرفوفْ
وقاماتٍ مهفوفةْ ..
فِـي دنيا رقيٍّ ،وحضارةْ
كلُّها سَوادٌ ليسَ فيها نضارةْ
إلامَ ،والى مَتى ؟
أسخريّةُ الأقدارِ حلّتْ ها هُنا؟
كيفَ أُصارحُ نفسيَ الهلكى..
على عتباتِ الضَّميرْ
و يلتهمُني دَرْكُ السَّعيرْ
أينكسرُ الأسدُ الهُمامْ ؟
بسوحِ الوغى،وتحتَ سنابكِ الوحشة .
وبسيفِ الوهمِ بلا عراكْ
يا لشدّةِ الألمْ
لا لنْ أرضخَ لتباريحِ السَّأمْ.
لابدَّ من إرادةٍ تخلو منْ الشَّوائبْ
تقسو على النوائبْ
بقدمِ الأصالةْ ..
لا طعمَ لكلِّ شيءٍ حولي
فِي القصرِ المنيفْ
غيرَ أمواجِ الضَّجرْ..
والعطرُ أصبحَ كالسُّمومْ
و التَّماثيلُ الأنيقةْ
ها هيَ أراهــا جوفاءَ،
خرساءَ
لا تنطقُ بالحقيقةْ
كذاك جفّتْ مقلتايَ ..
يبستْ أزاهيرُ الحديقةْ
منْ ملحِ العيونْ
دنيايَ حيث ما سُرتُ سجونْ
و اعتراني منْ ذهولِ العشقِ
ما فيه الجنونْ
لنْ أطيقَ كلَّ هـذهِ الأغلالْ
أخبرْني يا قلبُ ما بعدَ الخيالْ
يأتيني شيءٌ محالْ
يحملُ الأوزارَعني بتَفانٍ واحْتمالْ
أنا أمسيتُ ثقيلاً ..
كلًّ أعضائي ثقالْ
أما حانَ لي أنْ أسحقُ العشقَ القديمْ
بلْ الكذوبْ ..
بأقدامِ الكرامةِ و اللّهيبْ
في آخرِ لحظةٍ منْ إحتضارْ
أمْ أتركُ الأمرَ ليأكلَني اللّهيبْ
صمتٌ .. ووافاهُ الأجلْ
أسدٌ يخفي زئيرَه
آهٍ قد لاقى مصيرَه
و يموت...ْ
يمضي بصمتٍ وسكوتْ
و تاهَ ما بينَ السّدومْ
ليرعى القمرْ؛
ويعدَّ النجومْ.
و مرايا بوتيفارْ ..
لها أذيالٌ مدى الدَّهرِ تدومْ
احمد الحمد المندلاوي
________________
تعليقات
إرسال تعليق