فضاءات....بقلم الشاعر د.حسن أحمد الفلاح


 فضاءاتٌ 

الخوفُ يوجعني كثيراً 

مع نسيماتِ النّدى 

وأرى ممالكَهم يوزّعُها الضّبابْ 

ليعلّقوا للفجرِ أوسمةَ المنايا 

كي نرى صوتاً من الأعرابِ 

تدميهِ الحرابْ 

هذي جنينُ اليومَ تروي للمدى 

وجهاً منَ الأقصى 

يحنّيهِ التّرابْ

لتغنّي من ألحانِها وهجَ القصيدةِ 

في الغيابْ

والخوفُ في بيدائها 

يحيا على صدرٍ يعرّيهِ السّحابْ

هذي جنينْ

تحيا على ألحانِها

سُحبُ المرايا والحنينْ 

لا الرّيحُ تزمرُها العواصفُ 

مع أعاصيرٍ لجندِ اللهِ في الزّمنِ

الذي تنمو على أهدابِهِ 

زغبٌ لعنقاء العذارى في المدى 

والخوفُ ينمو مع جفافِ الليلِ 

كي يزجي سحاباً من خفايانا التي 

تحنو إلى وردٍ لموّالٍ يغنّي للمنافي 

صفوةَ الألحانِ من حينٍ لحينْ 

لا الظلُّ يرتادُ الأماني 

كلّما كبرَتْ أساطيرُ الضّياعِ 

على رمادِ الليلِ من عقصٍ لشَعرِ 

الشّمسِ من عجفِ السّنينْ 

وتهزُّ وجهَ الليلِ من نورِ الضّحى 

أقمارُنا في ليلةٍ تدمي سحابَ الفجرِ 

من لهجِ الأنينْ 

لا الليلُ يرتادُ الظّلامْ 

وعلى جفونِ الأرضِ يزدادُ الحطامْ

كي ينطفي التّصفيقُ في أجوائنا 

من عالمٍ يحنو إلى عدلٍ يؤبّرُهُ السّلامْ 

وهنا يغنّي طائرٌ مع بهجةِ الفينيقِ 

من هدْلِ الحمامْ 

وهديلُهُ يحيي زكامَ الليلِ 

من عسفِ الكواكبِ والرّكامْ 

لا الفجرُ يرسمُهُ سحابٌ 

من قرانا فوقَ ظلٍّ 

يرتدي ثوبَ الفضيلةِ في الزَحامْ 

هذي الشّآمُ نورُها يحيي 

من الأزهارِ أقمارَ النّسيمْ  

تهدي إلى أشواقِنا ثوباً 

من الأكوانِ تنسجُهُ النّجومْ 

هذي الشّآمُ صورةٌ أخرى 

لوجهِ اللهِ من عرقِ الأديمْ 

لاتزمروني في روابيها 

فإنّي أرتدي ثوباً من الإيمانِ 

يحييهِ الأمينْ 

شامُ العروبةِ ترتدي وجعاً 

منَ الأقمارِ يحييهِ الثّرى 

وهنا يغنّي الماردُ الممشوقُ 

لحناً آخراً

كي ينعشَ الأزهارَ من غضٍّ ولينْ 

شامٌ تحاصرُها طوابيرٌ منَ الأقزامِ

يركلُها اللظى

في ليلةٍ تحكي قصائدَ عشقِها 

مع ثورةِ الاقدارِ من عصبِ الوتينْ 

شامٌ تعانقُها جنينْ 

وهنا على وترٍ تغنّي مع تهاليلِ الرّبا 

فجراً يزفُّ النورَ من عرقِ العروبةِ 

في العرينْ 

وهناكَ فوقَ الظّلِّ تحيا 

وردةٌ للياسمينْ

شامٌ يعانقُها نثيثُ الليلِ 

من هدبِ الأماني مع رحيلِ الأوّلينْ 

شامٌ هنا تحيا على سحبِ القيامةِ 

في النّدى 

كي ترتدي درعاً منَ الأوراسِ 

في المنفى المحنّى من دمي 

لتعيدَ ترتيبَ العروبةِ 

مع جموعِ الفاتحينْ 

شامٌ تقشّرُ بذرةً للفجرِ 

كي تحيا على شهبٍ 

تمدُّ الشّمسَ من رمقِ السّنابلِ 

في مراثينا التي 

تنمو على جبلٍ منَ الأهوازِ 

يحييهِ الصّدى 

في رعشةِ الخيلِ التي 

تحمي جمودَ الليلِ 

من صخبِ الصّهيلْ 

يا شامُ ياشمسَ العروبةِ 

في تراتيلِ الأماني 

مع تجاعيدِ النّدى 

لن ترتدي إلّا قميصَ العزِّ 

كي تحيا على أنفاسكِ 

مصرُ العروبةِ مع تهاليلِ الأصيلْ 

وهناكَ في قرطاجةَ 

الأنوارُ تحيا 

من زغائبِ عشقِنا 

في ثورةٍ ترمي إلى الأقدارِ 

أسرارَ القبيلْ 

لا شيءَ يمنعُ نورُها 

فالليلُ يحييهِ القتيلْ 

وخليجُنا ينمو على رملٍ 

منَ الصّحراء يرتادُ عسيفَ الأرضِ

من رطبِ المليحةِ والنّخيلْ 

وهناكَ تحيا فوقَ أسفارِ المرايا 

في هضابٍ تزجرُ الأنوارُ سرّاً 

كي يهزّ الفجرَ من هولٍ وبيلْ

صنعاءُ من عدنٍ تغنّي للعروبةِ 

في فضاءٍ واسعٍ يحيا على أسوارِهِ 

رحمُ القبائلِ والقبيلْ 

صنعاءُ يحيا النّورُ فيها 

من أوابدِنا البعيدةِ في المدى 

كي تحملَ القدسَ التي تحيا 

على هولِ القيامةِ في الجليلْ  

صنعاءُ تحييها الفصولْ 

ورمالُها تحيي من السّودانِ سرَّ اللهِ 

من قيلٍ وقيلْ  

عرّجْ على الصّومالِ في أنوارِها 

تحيا المروءةُ من قوافي الفجرِ 

في ليلٍ طويلْ 

وهناكَ تحيا من تراتيلِ العروبةِ 

جمرةٌ من ثورةِ البركانِ 

في نفسِ الرّباطْ 

من دارِنا البيضاءَ تحيا وردةُ 

الاقصى على لفحٍ لطفلٍ يعربيّ 

يرتدي ثوباً يكلّلهُ القماطْ  

من تونسَ الخضراءَ تنسلُّ السّيوفْ 

كي تحملَ الاقصى على ظلِّ 

منَ الأنوارِ يحميهِ الكسوفْ 

وهناكَ سيفُ الله يحيا في تجاعيدِ النّدى 

من زهوةِ المختارِ يرتادُ القطوفْ

د٠حسن أحمد الفلاح

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سيف ودرع...بقلم الشاعر أكرم كبشة

كادوا للأمة الإسلامية...بقلم الشاعرة تغريد طالب الأشبال

وداعا يا حبيبي....بقلم الشاعر محمد السيد يقطين

احيانا،ودي ما تغيب الذكريات....بقلم الشاعر رضوان منصور

حوار شعري بين حبيبين.. بقلم الشاعر/م.صبري مسعود.

في هذه الحديقة....بقلم الشاعر نورالدين جقار

نثريات.. بقلم الكاتب/محمد حسن البلخي

تحت وطأة الدجى....بقلم الشاعر توفيق عبد الله حسانين

تهمة في مسالك التحقيق...بقلم الشاعرة مريم بوجعدة

يمضي الليل...بقلم الشاعر أبو روان حبش