الأم صارخة..الشاعر/د.محمد حسام الدين دويدري

 

محمد حسام الدين دويدري

آلامٌ صارخة

محمد حسام الدين دويدري

--------------________

العصر غابٌ والذئاب كثير==ونفوس خلقك شابها التغيير

يا ربّ أصلح أمّةً كانت لها==عبر الزمان عمائرٌ وحضورُ

فغدت غثاءً يستهين بجمعها==من كان في حقد العتاة يدور

إذ لم تعد بالحب تسمو إنما==تغشى التناقض والمسار عسير

كلٌّ يفتِّش عن سبيل ثرائه==بين المخالب والحصاد مثير

هذا على الأكتاف يصعد كي يرى==سُبُلَ اقتناصٍ يُشتهى فيسير

وذا يريد من الأكفِّ حصادها==حتى وإن أزرى به التنفير 

فغدا كريها في بروج رخائه==ينأى به استعلاؤه المدحورُ

وذاك يبتلع الحصاد ويحتسي==حقَّ العباد كأنّه المسعور

فمَخَادع القانون صُمِّمَ ثقبها==كي ينفد المسعور والمأجور

ويسير في أبعادها متكسِّباً==لا يرعوي حيث المجال كبير

كلّ الشعاب إذا أراد متاحةٌ==فمساره التطبيل والتزمير

وهو المسوّر بالألوف يقونَه==حدّ العقوبة حارسٌ ووزير

ومنارة الأخلاق من صنف التراث==مجالها في  الحادثات حسير

لا فرق بين توجّهٍ وتورّطٍ==فالفوز في كلّ العيون نمير

تتصادم الفوضى بألف قضيّةٍ==وتذوب في سيل الغلاء أجور

فالفقر أصبح طاغياً مستشرياً==فقليله بين العباد كثير

لتثير أصحاب الفضائل  والتقى==وتغوص في الحزن المَقيت سطور

تتناثر الكلمات لا يُرجى لها==بين الهُداة مسامع وضمير

لتغوص في الأسمال أمتنا التي==تغشى التناحر  واللظى وتثور

تنسى بناء صروحها وتضيع في==استهلاك قوّة ذاتها فتخور

وتضيع بين تصارعٍ وتناحرٍ==يجتاحها التنظير والتكفير

فيما الشعوب تعبّ من علمٍ به==يثريهم التنوير والتفكير

بين ابتكارٍ  مخلصٍٍ وتسابقٍ==نحو النماء وفي النماء سرور

فالعيش لا يغدو مثار تناحرٍ==والفخر في نيل الثراء قشور

إنّ المغفّل في المسالك همّه=طيب الطعام  وخزنةٌ وسرير

أمّا الحصيف فهمّه إبداعه==ومداده التغيير والتطوير

ياقوم ماذا ترتجون من الحياة==ومن ترى في الأمنيات قرير

هل من يكافح كي يصون وحصاد ذكراه نَدَىً وزهور

ويزيد أمجاد البلاد وأهلها==فيعمّها خيرٌ جناه وفير

أم من يشوّه حاضراً بجهالةٍ==وحصاده التضليل والتدمير

ليصير في التاريخ سطراً آسناً==فيه الشظايا طيفهنّ حقير

           *        *        *

آهٍ أيا زمناً يحاصر همّتي==فيه ابتسامات العباد قشور

أين السبيل إلى الخلاص وما الذي==ينجي العباد وقد طغى الديجورُ

ياربّ نسألك النجاة فما لنا==إلا ك إنك ملجأ ومجير

....................

٢٢/ ٨/ ٢٠١٩

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أساطين البيان..حسن علي علي

لا تهمني.. بقلم الشاعرة/ميساء مدراتي

مالو.. بقلم الشاعر/سامح الجندي

مدينتي قلعة سكر....بقلم الشاعر السيد داود الموسوي

احبكِ...بقلم الشاعر موفق محي الدين غزال

سرابيات....بقلم الشاعرة هدى المغربي

التلوث اللغوي في عوالم الأدب والفكر، بين الأثر المدمر والحلول الممكنة...بقلم الصحفي حيدر فليح الشمري

ارقصي معي....بقلم الشاعر حسن الداوود الشمري

هل يغار القمر....بقلم الشاعر علي غالب الترهوني

لا تغضبي....بقلم الشاعر أسامه مصاروه