دفاترنا بين الأمس واليوم....بقلم الكاتب حسين حطاب


 دفاترنا بين الامس و اليوم

---------------

...إني أذكر كان عمر العنفوان جريئا لا يهدأ يبحث دوما عن الجديد في منتصف الليل وبعد الفجر تعلوه البسمة  ،نسلك الطريق الشاق الطويل المظلم  لا نلتفت للوراء نسابق الخطى لا نشكو العياء كي تبلل عقولنا بإبداعات الكتاب والشعراء.

..آه من رائحة الكتب المستيقظة على الرفوف عندما كنا ندخل المكتبات لنتمتع بإلهام العظماء ونغوص في أعماق الكلمات  ...، كنت مقيما في جوف القاعات أراقب كل الإصدارات الجديدة المختلفة العناوين ، تسكنني لهفة ويغمرني الإبتهاج لما أشاهد خلية العاملين يرتبون الكتب في مواقعها ولما يهوى عنوان على حين غرة يرتعش صدري قبل أن يصل الأرض فأقوم مسرعا مذعورا وأحمله وأضمه بين ذراعي ...ولما توارت عني عبقرية المؤلفين أتدرون ما تركت .....تركت في أنفي رائحتها المميزة التي طالما إشتقت إليها ....فهل تعود ؟ ....منذ تلك السنوات وأنا أحس برحيقها لم يفارقني الى اللحظة ....منذ وقت بعيد ما زلت أشعر  بأن فرحا سيغزوني لو أن ثقبا من ذكريات الشباب إنشق في صدري لتتدفق السعادة ليعود معها الاعتراف والإبداع ...يا لقوة النصوص في غير زمن النقل والإلصاق.

...أيها الحرف الحزين والرديء يا أنا ....إني كامن في شوك الزهور اليابسة وأفنان الأشجار العارية وحقول الفرائس النتنة ....أيتها الفكرة اللعينة إمتصي من شعاع الأفق المزين بالنجوم ذاك الحزن المسيطر على نصوصي الأسيرة .

...أحملق محدقا في نور  الشمس اللافحة حيث تتجلى عظمة الكون حتى تشتعل بواصري لهبا .

...أشياء تنهش روحي ....التحديق في كوكب مشع والتفكر في عزلة ضارية و الإمتناع عن ذكر الماضي .....أريد أن أهرب من مدينتي من قريتي وأن أرحل للأبد ...أريد أن أعتزل الإسمنت والعيش في البراري وأن أسافر الى الأفق الى اللاحدود حيث القمر والنجوم وهذا العليل البائس جسمي يعرقلني ! 

...متى نمضي قدما نشق كل المتاهات و نخترق الحواجز تاركين رماد الذكريات وأطلال المآسي خلفنا حاملين الدموع فوق شواطئ أكفنا ولكن هل من ملاذ نمضي إليه ؟ ...الى حلم ضاع ربما نجده أمامنا .

بقلمي/حسين حطاب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سيف ودرع...بقلم الشاعر أكرم كبشة

كادوا للأمة الإسلامية...بقلم الشاعرة تغريد طالب الأشبال

وداعا يا حبيبي....بقلم الشاعر محمد السيد يقطين

احيانا،ودي ما تغيب الذكريات....بقلم الشاعر رضوان منصور

حوار شعري بين حبيبين.. بقلم الشاعر/م.صبري مسعود.

في هذه الحديقة....بقلم الشاعر نورالدين جقار

نثريات.. بقلم الكاتب/محمد حسن البلخي

تحت وطأة الدجى....بقلم الشاعر توفيق عبد الله حسانين

تهمة في مسالك التحقيق...بقلم الشاعرة مريم بوجعدة

يمضي الليل...بقلم الشاعر أبو روان حبش