أمسيات بعثرها الجنون...بقلم الشاعر مهدي خليل البزال


 أمسيات بعثرها الجنون .


لمْ  أَشَأ  أن أُوقِظَ الأحلامَ خوفاً 

من كوابيسِ الَّليالي المُوحِشاتِ .


كنتُ أَنوي تَركَها في الجُبِّ تغفو

ربَّما في  النَّومِ  هَجرَ  المُوبِقاتِ .


لمْ  أَكنْ  إلاَّ  وَسيطاً  في  غُبارٍ

كانَ يرمي بعضَ وحيٍ في شتاتي .


كانَ ذنبي  أنَّني  عِشتُ  الصِّبى

أقتاتُ كَسرَ الخبزِ من بعضِ الفُتاتِ .


بعثرَ النَّومُ فُضولي  في سُكونِ

الفجرِ كَيلا  أَلتَقي  طيفاً  سِماتي .


كنتُ  أمشي  حافِياً  في عتمِ ليلي

لم أخَفْ رغم َ الجَفى من أُمسِياتي .


أو   أُعاني  من  ثِقالٍ في  خَيالي 

ربّما في  الحِرزِ  أَروي   أُحجِياتي .


كنتُ أمضي في اللّيالي فوقَ خيلٍ 

جامحٍ  عندَ  احتكاكِ   المورِياتِ ِ .


خُطوةُ  الأعذارِ  لا تُؤتي  بشيئٍ 

إن تخَطَّت بعضَ أحرُفِها صِفاتي .


كنتُ  أَعمى رغمَ  نجمٍ  دلَّني  لكن

جُنوني  ردَّ  هفوَ  الذِّكرَياتِ .


زُخرُفُ الدُّنيا سَقاني من جُنُوني 

كأسَ  نِسياني  وأخفى موجِباتِي .


كلَّما  آلَيتُ  أنْ   أَرقى  بروحي 

قُلتُ  للدُّنيا   تعالي  منكِ   هاتي .


لمْ  أفِقْ  إلاَّ  حديثاً  من  غُموضي 

هفوَةً  أُخرى  وأصحو من سُباتي .


كنتُ أرجو  اللّهَ  أنْ  يُلقي  أَثيري 

عَلَّني  إن  عُدتُ  أُدلي  أُمنياتي .


بعثرَ  الدَّهرُ اشتِياقي  عندَ جرفٍ

لم  أجدْ في   كعبِهِ   إلاَّ  رُفاتي .


ألفَ مرّة كان َ  تحتَ العشقِ جمرا 

يَبتغي تَفجير َ ما  يُخفيهِ  ذاتي .


فاستَرَقتُ  النورَ من  تعويذةِ السّحر

التي  ما فارقَت  غفوَ السُّباتِ .


أبحرَتْ  أحلاميَ اليَقظى سريعاً 

في ارتطامِ  الموجِ ألقي أضحِياتي .


ربّما  حرفٌ من الماضي نسيتُه 

سجَّلَ الرّحمان ُ خيراً في دواتي .


معاني :

الموحشات : الأيام الحزينة ،المؤلمة .

الموبِقات :الكبائر .

الموريات : احتكاك حوافر الخيل بالحصى تحدث شرارة لهب 

شعر مهدي خليل البزال .

ديوان الملائكة. امسيات بعثرها الجنون .

14/4/2024.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صاحب الظل الطويل والمقام الهابط...بقلم الشاعر مصطفى محمد كبار

لست وحدي ...بقلم الشاعر رضا الشايب

عسعسة العيش....بقلم الشاعر راتب كوبايا

قلبي ينبض بحبك...بقلم الشاعر أبوبكر المحجوب

منها نستفيد...بقلم الشاعر علي مسلم عجمي

محبة ....بقلم الشاعر أحمد قراب

زينه.. الشاعر/علي غالب الترهوني

الخمار الأسود.. بقلم الشاعر/منصور عمر اللوح