أضواء على خطبة الجمعة....بقلم الأديب والناقد والمحاضر د.حسين نصرالدين علي إبراهيم
أضواءٌ على خطبة الجمعة :
خُطْبةُ الجمعة اليوم المُوافق الثَامِن ُ والعشرون من إبريل بمسجد سيدنا آدم عليه السلام بدمياط اعتلى المنبرالشيخ/ مُحمد والي ، خطيباً اليوم، بارك الله فيه،وموضوع الخطبة(وَقْفَة ٌ مع النفس ِ بعد شهرِ رمضانَ):النصوص من مصادِرِها الطبيعية الأصيلة القرآن الكريم والسُنةالنبوية المُكرمة والصياغة بقلم: حسين نصرالدين .
مُقدمة:قال تعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُون(102}من سورة آلِ عمران،وقال تعالى(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ)الآية الأولى من سورة الحج ،وقال تعالى(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًاوَنِسَاءوَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)الأولى من النساءِ .
رمضانُ سوقٌ قامَ ثُمَ انفضَ،رَبِحَ فيه من ْ رَبِحَ وخَسٍرَمن ْ خَسِرَ:جاء رمضانٌ،ثم مضى رمضانٌ،وهنا نقفُ ثلاث َ وقفَات ٍ مع النفس ِ بعد شهرِ رمضان َ:
الوقفةُ الأولى : الرجوعُ إلى الله عز َ وجلَ والمُداومة على العبادة ِ:
قال تعالى في سورةِ البقرةِ ﴿ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ الآية 46 ومعننى: ﴿ يَظُنُّونَ ﴾؛ أي: يتيقَّنون ويعلمون، والظن يأتي كثيرًا في القرآن بمعنى اليقين والعلم، كما قال تعالى: ﴿ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ﴾ الآية 118 من سورةِ التوبة ؛أي تيقَّنوا أن لا ملجأمن الله إلاإليْه.
التوبة إلى الله والرجوع إليه وتعريفها وكيفيتها وشروط التوبة الصادقة وكيف يرجع الإنسان إلى الله عز وجل والوسائل المؤدية إليها . فالتوبة إلى الله تعني :الإقلاع عن الذنوب والمعاصي والعودة إلى الله تعالى الذي يبسط يده بالنهار ليتوبَ مُسيئُ الليل ويبسطُ يده بالليل ليتوبَ مُسيئُ النهار ِ .
شروط التوبة النصوحة : الصدق وإخلاص النية وعدم العود للذنوب .
الوقفةُ الثانية : واعبدْ ربكَ حتى يَأتِيَك َ اليقين ُ :
﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ الآية 99 من سورة ِ الحجر ِ،واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) أي الموت الموقن به ،وهذا معنى ما ذكر في سورة مريم( وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً)، وعن أبي مسلم الخولاني عن جبير بن نفير رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وما أوحي إلي أن أجمع المال وأكون من التاجرين ،ولكن أوحي إلي أن سبح بحمد ربك وكن من الساجدين،واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) .
الوقفةُ الثالثة ُ : ولئن ْ شكرتُم ْ لأزيدَنَكُم : عبادةُ الشكرِ أداة ٌ لاستمرار العبادة :
قال تعالى في سورة إبراهيم (َإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)الآية7. فالشكرُ هو المجازاة على الإحسان ،والثناء الجميل على من يقدم الخير والإحسان، وأجل من يستحق الشكر والثناء على العباد هو الله جل جلاله؛لما له من عظيم النعَم والمنن على عباده في الدِّين والدنيا وقد أمرنا الله تعالى بشكره على تلك النعم،وعدم جحودها،فقال( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ )البقرة/ 152،قال تعالى ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ . شَاكِراً لَأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) النحل/ 120 ، 121 ،وقال( ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً ) الإسراء:/ 3 .
فالشكرُ على النعم والمنن مدعاة ٌ لاستمرار التعبدِ والتوددِ والتضرع ِ لله عزَ وجلَ ، قال تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ) البقرة/ 172 .وقال(وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ ) الأعراف/ 10 .
وفي قوله تعالى بعد الوضوءِ وجب الشكر( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) المائدة/ 6 ، وغير ذلكَ كثير ٌ .وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى قَامَ حَتَّى تَفَطَّرَ رِجْلَاهُ قَالَتْ عَائِشَةُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَصْنَعُ هَذَا وَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ؟ فَقَالَ : ( يَا عَائِشَةُ أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا ) . رواه البخاري ( 4557 ) ومسلم ( 2820 ، وبالشكرِ أيضا ً ترك المعاصي وتجنبها ، وإلى جمعة ٍ قادمة ٍ إنْ شاء الله .
تعليقات
إرسال تعليق