السيرة النبوية (حصار بيت النبي صلى الله عليه وسلم)....بقلم الأديب والشاعر أكرم كبشة


 السيرة النبوية 176

(( حصار بيت النبي  - صلى الله عليه وسلم - ))  

__________

    جاء فتيان قريش كما اتفقوا ينهالون من كل مكان إلى دار النبي  - صلى الله عليه وسلم -، وأحاطوا بالدار إحاطة السوار بالمعصم  . . وهنا يُطرح سؤال : لماذا لم يأذن الله له بالخروج قبل أن تحاصر داره هذا الحصار ؟  الجواب : لو خرج قبل أن تحاصر الدار ، أو لو أنه حُمل على البراق إلى المدينة ، لما كانت تصلح الهجرة درساً لكل المسلمين إلى قيام الساعة. فالدعوة تحتاج إلى تضحيات وصبر ، ورسولنا هو قدوتنا . 

   وبعد أن أحكم الحصار، يأتي جبريل ويقول للنبي : اخرج الآن ! [[ اخرج الآن مع هذا الحصار؟؟! كيف يخرج الآن يا جبريل ؟؟ نعم ، ألم يأخذ بالأسباب، ويتوكل على الله ؟؟ وفي صدره القرآن الذي هو شفاء لكل داء ؟؟ و لتتعلم كل أمتك أنه من توكل على الله لن يخيبه الله ]] . 

{{ أَفَلَا يَتَدَبرُونَ القرآن أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }}.

   انظروا ماذا  قال له جبريل مبيّناً لنا جميعاً أن في القرآن أسراراً ،  وكلما كان قلبك مفتوحاً يصب عليك من أسراره، ولكل مجتهد نصيب . قال له جبريل ( ورد هذا في بعض الروايات ) : يا محمد ، خذ حفنة من تراب [[ بيت النبي ما كان فيه بلاط سيراميك ولا أرضه مفروشة موكيت ]] ، قال خذ حفنة من تراب، واقرأ عليها صدر ياسين :  


بسم الله الرحمن الرحيم

{{ يس (1) وَالقرآن الْحَكِيمِ (2) انك لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرحيم (5) لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6) لَقَدْ حَقَ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7) إنا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالاً فَهِيَ إلى الْأَذْقَأن فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8) وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ }} ، وكان أبو جهل يسلّي فتيان قريش في الخارج مستهزئٔآ بالنبي، وأثناء ضحكهم وسخريتهم ، خرج – عليه الصلاة و السلام – قائماً على قدميه، وليس متسللاً، ووضع التراب على رؤوسهم واحداً واحداً . 

    وقبل أن يخرج  - صلى الله عليه وسلم – علّمنا درسا آخر في الأخذ بالأسباب، و التوكل على الله، فقد طلب من علي أن ينام في فراشه ( ورد هذا في بعض الروايات ) ،

تعليقات

  1. شكرا أكاديمية الهزار للشعر والأدب علي هذا التكريم والاختيار والتوثيق والنشر ودمتم منبراً وساحة للأدباء والشعراء والكتاب العرب

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سيف ودرع...بقلم الشاعر أكرم كبشة

كادوا للأمة الإسلامية...بقلم الشاعرة تغريد طالب الأشبال

وداعا يا حبيبي....بقلم الشاعر محمد السيد يقطين

احيانا،ودي ما تغيب الذكريات....بقلم الشاعر رضوان منصور

حوار شعري بين حبيبين.. بقلم الشاعر/م.صبري مسعود.

في هذه الحديقة....بقلم الشاعر نورالدين جقار

نثريات.. بقلم الكاتب/محمد حسن البلخي

تحت وطأة الدجى....بقلم الشاعر توفيق عبد الله حسانين

تهمة في مسالك التحقيق...بقلم الشاعرة مريم بوجعدة

يمضي الليل...بقلم الشاعر أبو روان حبش