صامت ولكنه، نطق.!....بقلم الأديب د.الشيخ قيس الشيخ بدر
صامت ولكنه نطق!
***********
لوهلة من الزمن وجدت نفسي مسافراً عبر الزمن في زيارة لمتاحفنا الآثارية المنتشرة هنا وهناك.. فزرت الواحد تلو الآخر وكأني في مهمة وعلى عُجالة! وحالي حال أي مهتم بالحضارات والآثار القديمة.. رحت أتجول في أرجاء قاعات متاحفنا الفسيحة اللامعة.. فتارة هنا وتارة هناك.. تارة أقف أمام آلهة! وتارة أمام مسلات وتماثيل ضخمة لحقب زمنية مضت.. وتارة لتماثيل أخرى تحمل زينة جميلة في العنق وتارة أمام جِرار مختلفة الأنواع والأشكال.. وخواتم.. وأختام.. وأبواب حجرية وأبواب أخرى خشبية لحقب زمنية قد أكل عليها الدهر وشرب! وقبل نهاية رحلتي الزمنية وقفت في إحدى القاعات شدني تمثال قديم فيها لأحد الملوك.. والذي بدى لي صامتً منذ الأزل وكأنه يصغي فقط للأحاديث! ..
فوجدتها فرصة وهمست له :
إلام صمتك..؟ ألا تلاحظ كم أحوج الإنسانية إن تعيش بسلام وسلم ومحبة ووئام بعيداً عن الحروب وويلاتها وغيرها؟. ألا تلاحظ ما يحدث الآن في الإنسانية في هذه البقعة وتلك ينطق الحجر؟!
وقبل أن أهم بالتحرك خرج عن صمته ونطق :
لكنه تكلم بلغة غريبة لم أفهمها ولايفهمها أحد!!
ووجدت نفسي منتبهاً على صوت طرق باب الدار فهممت بالخروج للطارق فوجدت شاب واقف أتضح إنه ( أخرس وأطرش وأصم!) لكنه معلق في رقبته لوحة تعريفية تبدأ أولى كلماتها ( السلام عليكم)
فتذكرت التمثال وهمستي له ربما إنها رسالة.. من الماضي للحاضر للمستقبل.. إننا جميعاً كأنسانيين بحاجة للسلام فعلاً وقولاً.. السلام.. السلام
سفير السلام
الشيخ قيس الشيخ بدر
تعليقات
إرسال تعليق