صفيح غامض ....بقلم الشاعر نور الفلاح


 صفيحٌ غامضٌ 

لا وقْتَ للفجرِ المحنّى من دمي 

كي أعبرَ النّورَ المعبّدَ من 

سراجِ الأرضِ للوطنِ الوحيدْ

وأنا هنا أحمي فضاءاتِ النّدى 

كي أهتدي 

للجسرِ في زمنٍ رماديٍّ بعيدْ 

وهنا ستجرفُنا سيولُ الموتِ 

مع زبدِ المواسمِ 

كلّما نحيا على شطءِ التّمني 

مع تجاعيدٍ لمنفانا الجديدْ 

كبرَتْ مساحاتُ الضّياعِ 

على بيارقِ عشقِنا 

لتضيقَ أوهامُ التّلاقي مع 

خفافيشِ المنايا 

عندما تهذي على سحبِ القبائلِ 

نشوةُ  الغربانِ في رمدِ الوجودْ 

وهنا يحاصرُنا الصّدى 

أوَكلّما نحيا 

لوجهٍ قرمزيٍّ صاخبٍ 

تنمو على سحبِ المرايا 

جمرةٌ أخرى 

على وجهٍ من الأكوانِ 

في هذا المدى 

كي تستعيدَ إلى ضبابِ الليلِ 

لونَ الأرضِ 

من زبدٍ الصحارى والعبيدْ 

وهنا يعودُ إلى فضاءٍ مرمريٍّ 

وجهُنا القمحيّ من ماءٍ وجودْ 

ليمرَّ فوقَ سحابةٍ في ملمسٍ 

يغوي حصى الأحجارِ 

من مكرِ الثعالبِ 

في هجينٍ غامضٍ 

بينَ المنافي والحشودْ 

وهنا يروّضُنا رمادُ الليلِ 

من نبضِ الفجيعةِ في زحامٍ 

يحملُ الأوهامَ من وجعٍ 

خرافيٍّ هنا 

ولربّما يأتي ضجيجُ الأمّهاتِ 

على سفوحٍ من موانيءِ بحرنا 

يحيي لنا سهلَ الجليلِ 

على روابي الأرضِ 

في هذا المدى 

وجلَسْتُ خلفَ البحرِ مع 

لغتي الوحيدةِ في أنتظارِ الليلِ 

مع شفقِ الغروبْ 

وأنا هنا أو ربّما أحيا 

هناكَ على الدّروبْ  

وأنا هنا لستُ هنا  

فإذا انطلَقْتُ إلى رياحٍ 

ترتدي ثوباً 

منَ الأمطارِ تَغْزِلُهُ الحروبْ 

وهنا أُأَلفُ 

من حروفِ الأرضِ اسماً للبلادِ 

على صفيحٍ غامضٍ 

في لهفةِ البيداءِ 

من رمدِ الخطوبْ 

وأنا يغازلني رحيلي 

كلّما أهدي إلى أزهارِ حيفا 

من دمي رمقاً 

لأطفالِ الحجارةِ عندما 

نحيي نواميساً لوحيٍ 

ينضوي بينَ القبورِ على سفوحِ 

الأرضِ كي تحيا الحقوبْ

وأنا هنا لم أرتدِ ثوباً من الإعصارِ 

مع سغبِ النّدي 

لأعيدَ ترتيبَ الشّموعِ 

على رصيفِ غيابِنا 

كي نشعلَ الأنوارَ في سهلٍ لعكّا 

كلّما رقصَتْ كمنْجاتٌ على 

وترِ العروبةِ 

عندما يُسْقَى نبيذُ الغيبِ 

من كأسِ الكروبْ 

لم نأتِ يوماً عندما 

قالَتْ لنا العنقاءُ سرّاً من غيابٍ 

سرمديٍّ في فضاءٍ واسعٍ 

يحيي هواءَ الكونِ 

من سُحِبٍ الهبوبْ 

وأنا هنا أحيي شراعاً 

في دياجيرِ الظّلامْ 

سأعيدُ ليلي مرّةً أخرى 

إلى المنفى المحنّى من رخامِ الأرضِ 

في أمدي البعيدِ عنِ الزّحامْ

وهنا جلسْتُ على رصيفٍ 

في هجوعِ كمثريٍّ 

كى أرى 

وجهَ العرينِ على ترابٍ الأرضِ

من عسرِ السّلامْ 

وأنا هنا لن أحتسي 

من خبزنا القمحيِّ كأساً 

من ترابِ الأرضِ 

كي أحيي شموساً 

تسترُ الأكوانَ عن سفنِ المهاجرِ 

والبقاءْ 

وهنا أرى شمساً تشعُّ النّورَ 

من قفصٍ يغلّفُهُ رداءُ الموتِ 

في هذا اللقاءْ 

صخبٌ تفجّرُها زنازينُ الرّداءةِ 

في ميادينِ الحضارةِ 

من نواميسِ الرعونةِ عندما 

تحيا على قفصِ المكائدِ رقصةٌ للمكرِ 

في هذا المساءْ 

وهناكَ يخرجُ من مواخيرِ القباحةِ 

سيّدٌ يحكي خلاصاتِ العدالةِ 

من نواميسٍ 

تحنّي الليلَ من ثلجِ وماءْ 

ولربّما يحكي إلى السّجّانِ 

من سرِّ المرايا في قواميسِ النّدى 

كي يرتدي الفاشيسْتُ 

من عقمِ الفجيعةِ صورةً 

أخرى لبركانِ السّماءْ 

غضبٌ يهزّ الكونَ من نازيّةٍ حمقاءَ 

ترمي من سجونِ الأرضِ أنوارَ السّماءْ 

وهنا يقاومُ شعبُنا من لجّةِ التّاريخِ 

ظلماً يستثيرُ الحقَّ 

من شيخٍ وأرملةٍ وجنديِّ 

ينامُ الليلُ في أقمارهِم 

كي يحملوا من صورةِ الحقّ نجومَ اللهِ 

من عرقِ السّماءْ 

وهنا تكابدُنا الرّزايا كلّما 

لهجَتْ عناقيدُ الرّوابي من سلاسلِ 

جرحِنا حرفَ العروبةِ والرِّثاءْ 

" سقطَ القناعُ عنِ القناعِ " 

الأعجميِّ على سرابٍ 

يرتدي ظلَّ المروءةِ والبقاءْ 

د٠حسن أحمد الفلاح

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سيف ودرع...بقلم الشاعر أكرم كبشة

كادوا للأمة الإسلامية...بقلم الشاعرة تغريد طالب الأشبال

وداعا يا حبيبي....بقلم الشاعر محمد السيد يقطين

احيانا،ودي ما تغيب الذكريات....بقلم الشاعر رضوان منصور

حوار شعري بين حبيبين.. بقلم الشاعر/م.صبري مسعود.

في هذه الحديقة....بقلم الشاعر نورالدين جقار

نثريات.. بقلم الكاتب/محمد حسن البلخي

تحت وطأة الدجى....بقلم الشاعر توفيق عبد الله حسانين

تهمة في مسالك التحقيق...بقلم الشاعرة مريم بوجعدة

يمضي الليل...بقلم الشاعر أبو روان حبش