قهقة النوارس ص٢٢.. بقلم الأديب/سالم عكروتي أبو عيسى

 قهقهة النوارس 

ص/21

... المطر ينزل رذاذا ريح شمالية قارسة ، الشوارع مقفرة إلا من بعض المارة يمرون بصمت غير مبالين ، سحب كثيفة تسوقها الريح لا شي يوحي بالفرح ظلال كئييبة ووجوم ينتاب الوجوه القليلة كل يحمل هموما يجترها بصمت .

المناخ المتقلب و والطقس الغاضب حتما عليه المكوث في الميناء لفترة يعلم الله مدتها ، عاصفة هوجاء بحر متقلب أمواجه عالية ترتطم على صخور المرفأ محدثة رذاذا أبيضا عظيما وصوتا يتواتر برتابة وشدة،. حث الخطى قليلا متفاديا قطرات المطر التي أصبحت زخات زخات ، دلف إلي الحانة القريبة من المرفأ إعترضه دفئ بر ائحة دخان السجائر الكثيف بنكهة النبيذ والبيرة ، إنتحى مكانا قرب نافذة عتيقة ، أومأ إلى النادل ثم صاح وهو يسعل

_واحدة عم رمضان 

. بحركة بطيئة وبخطوات يجرها بوهن وبقسمات وجه تحكي تعب سنين وحكايات البحر والبحا ة بين فوضاهم وعربدتهم وشيم الرجولة والتآزر في الأيام العاصفة العصيبة ،وضع على الطاولة كأسا وعالج القارورة بمفتاح حديدي ملتوي لتنفتح وتحدث صوتا )(طق) ويبدأ المهرجان كأس تعقبه سجارة وبعض من المملحات ، يدخن ويسعل ويتلمظ مابقى من أثر النبيذ على شفتيه ، ينظر إلي زجاج النافذة وهو يغتسل بماء طهور وشجرات في الجهة المقابلة من الشارع يؤدين فروض الطاعة لسنفونية الريح والمطر فيتمايلن ويقطرن ماءا وجمالا ،،سكب كأسا أخرى وأخرى ،آخر عهده بها لما إلتقيا آخر مرة منذ ثلاثة أشهر ، تذكر تلك الوردة الجميلة ودعابة عروس البحر التي ستفتكه منها ، تذكر ثغرها الباسم وخجلها الرائع وقبلات استرقها من الزحمة وكل العيون ، تذكر يديها تلوح له ، عيينيها المغرورقتين بدموع الوله والوداع،

.. أفرغ ما في القارورة في بطنه وطلب أخرى ،تنهد بعمق تفرس في الوجوه في الحانة الممتلأة بروادها ،وجوه تشبهه شفاه تتحرك دخان ودفئ حاد وضوضاء وضجيج ،تكسرت الأشكال أمام عينيه أحس بكثير من النشوة وقليل من الرضى . دخل في حالة من الصفاء النفسي ، إتكأ على تراكمات الماضي ، إشمأز من مرارة الواقع . من زجاج النافذة نظر إلي ضبابية المستقبل والآتي . نهض مترنحا دفع للنادل ولمح له بترك الباقي عنده بين إبتسامة متدلية وسعال يشبه البكاء ، خرج وطوح به الشارع ولسعات البرد و زخات المطر............... يتبع


سالم عكروتي( أبو عيسى) /تونس

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وقعت أسير هواك...بقلم الشاعر أبو بكر المحجوب

سنين عمري ....بقلم الشاعر عبد المنعم مرعي

عسعسة العيش....بقلم الشاعر راتب كوبايا

قلبي ينبض بحبك...بقلم الشاعر أبوبكر المحجوب

الخمار الأسود.. بقلم الشاعر/منصور عمر اللوح

اِغضب...بقلم الشاعر عبد المنعم مرعي

لست وحدي ...بقلم الشاعر رضا الشايب

منها نستفيد...بقلم الشاعر علي مسلم عجمي

مهرك غني....بقلم الشاعر بدر الدين ود الفاشر

أحلام في غزة....بقلم الشاعر جبران العشملي