الحب طريق النجاة.. بقلم الكاتب/محمود عويضة السايس

 بقلم محمود عويضة السايس 

                         الحب طريق النجاة 

بين رغبات النفس البشرية وأنوار الروح الربانية خط رفيع اسمه الحب لا نراه إلا بعين البصيرة التي نطل بها على كل المعاني الجميلة المنبثقة من القلب حينما يتسارع نبضه بين الضلوع بصوته العالي المسموع تارة يكون شوق واشتياق وحنين يخرج دفئه إلى الآفاق ورقة وحنان يصل إلى من نحبه دون برهان بدفأ

 كشمس الشتاء وروعة كطيف السماء وتارة أخرى يكون حزن وأوجاع وخوفاً من الفراق والضياع حيث تظهر بين تجاعيد الوجه والملامح هذا الطوفان الجامح من الاحاسيس والمشاعر النقيه التي تخرج من الروح في دمعة تبكيها العين في فراق عزيز علينا أو إنكسار طفل قد رأينا وفرحة تشع كنور البدر وضلوع تتسابق لتحطم الصدر لتعانق من إشتقنا إليه بشغف بعد ما وقفت الايام والسنين في المنتصف فما بالكم إن كانت هذه المشاعر تصدر من إنسان لانسان فكيف يكون الشعور حينما تكون هذه المشاعر والأحاسيس المتدفقة من القلب خارجة إلى مصدر الحب ذاته وهو الله حينما يطرق السمع بآية من القرآن الكريم فيرتجف الجسد رعشة وخشوع ودمع عين لله مرفوع وعقل هائم يتنفس في هذا الملكوت الإلهي فلا يشعر بأي شيء دنيوي ولا يفكر في هذه اللحظة إلا بهذا النور الروحاني الذي يحيط به 

كل هذه المعاني سالفة الذكر تسمي حب حيث أنها خارجة من الروح ولكن ماذا عن هذا الشيء الأخر الذي يندفع من النفس كالوحش يلتهم ويقضي على أى شيء جميل في الحياه على أن الناس تسميه في النهاية حب والحب بريء منه حيث أنه يسمى شهوة تملأها الرغبة في إقتناص اكبر قدر من المتعه من الشيء الذي نحبه على أن كل الاشياء التي تشتهيها النفس البشريه يزول رونقها مع السنين فالشيخوخة بعد الشباب وتجاعيد الوجه بعد النضاره وزوال جمال المرأة بعد الأناقة في الصبا وضياع القوة والصحة في الرجال بعد عنفوان الشباب فهل إن ذهبت هذه النعم عن الاشياء التي نحبها نتركها نعم سوف تتركها النفس البشريه إن لم تكون مدعومة بحب روحي لأنه إذا ذهبت النعمه ذهبت الشهوة والرغبة فيها لأن النفس البشريه ترغب في إشباع غرائزها من حب النساء والأموال والجاه والسلطان والابناء وهذا أمر خطير للغايه إن كان الإنسان يملك شهوة وغريزة دون أن يملك حب روحاني يعطي لكل شيء تحبه النفس قيمة لدى الإنسان وذلك يتضح في الآتي

إذا أحب الرجل مرأه يظل يعشقها وهي جميلة وحتى إن دار الزمان بها حيث أنه لا يريد أى نفس آخر غير نفسها وأي رائحة غير رائحتها ولا يشعر بدفأ إلا في جوارها ولا يشعر بالرغبة إلا إن بادلته نفس الرغبه وذلك لأن كل رغبته أن يراها منتشية وفرحة فتزول عنه الرغبة الحيوانية البهائمية للتحول إلى حب روحاني تتدفق من كل النفحات الجميله من عطاء وتضحية ورحمة بمن نحبه وحفاظاً علي مشاعره حيث من يحب لا يريد كسر من أحبه بل يريده دوماً رافع الرأس 

كذلك إذا أحب سلطة أو جاه يتقي الله فيها حيث إن كان يملك حب لله إستخدم هذه السلطة في الخير لعباد الله 


بقلم/ محمود عويضة السايس

مصر/ دمياط

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سنين عمري ....بقلم الشاعر عبد المنعم مرعي

وقعت أسير هواك...بقلم الشاعر أبو بكر المحجوب

عسعسة العيش....بقلم الشاعر راتب كوبايا

قلبي ينبض بحبك...بقلم الشاعر أبوبكر المحجوب

اِغضب...بقلم الشاعر عبد المنعم مرعي

لست وحدي ...بقلم الشاعر رضا الشايب

منها نستفيد...بقلم الشاعر علي مسلم عجمي

محبة ....بقلم الشاعر أحمد قراب

الخمار الأسود.. بقلم الشاعر/منصور عمر اللوح

تبرية من شيم العفاف تنجلي....بقلم الشاعر معمر محمد بدوي