بر الوالدين.. بقلم الكاتب/د. علوي القاضي
... بر الوالدين
... وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا
... ﻣﻦ ﻫم الوالدين ؟
... ﺃلوالدين ...
... ﻓﻲ ﺻﻐﺮنا نلبس أﺣﺬيتهم ﻓنتعثر
.. نلبس ﻧﻈﺎﺭﺍﺗهم ﻓنشعر ﺑﺎﻟﻌﻈﻤﺔ
..نلبس أﻗﻤﺼتهم ﻓنشعر ﺑﺎﻟﻮﻗﺎﺭ ﻭﺍﻟﻬﻴﺒﺔ
.. ﻳﺨﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟنا ﺷﻴﺊ ﺗﺎﻓﻪ ﻓنطلبه ﻣﻨهم ﻓﻴﺘﻘﺒلوا ﻣﻨا ﺫﻟﻚ ﺑﻜﻞ ﺳﺮﻭﺭ ﻭﻳﺤﻀﺮوﻩ ﻟنا ﺩﻭﻥ ﻣِﻨَﺔ
.. ﻳﻌﻮﺩوا ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻓﻴﻀﻤونا ﺍﻟﻰ ﺻﺪوﺭهم ﺿﺎﺣﻜين ﻭنحن ﻻندﺭﻱ ﻛﻴﻒ ﻗﻀوا ﻳﻮﻣهم ﻭﻛﻢ ﻋﺎﻧوا ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ أﻋﻤالهم
... ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﻛﺒﺮنا
نحن ﻻ نلبس أﺣﺬيتهم ﻓﺬﻭﻗهم ﻗﺪﻳﻢ ﻭﻫﻮ ﻻﻳﻌﺠﺒنا !!
نحتقر ﻣﻼﺑﺴهم ﺍﻟﻌﺘﻴﻘﺔ ﻭﺃﻏﺮﺍﺿهم ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻻﺗﺮﻭﻕ ﻟنا !!
... ﺃﺻﺒﺢ ﻛﻼﻣهم ﻻ ﻳﻼﺋﻤنا ﻭﺳﺆﺍﻟهم ﻋﻨا ﻫﻮ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺷﺆﻭﻧنا ﻭﺫﻟﻚ ﻻﻳﺮﻭﻕ ﻟنا !!
... ﺣﺮﻛﺎﺗهم ﺗﺼﻴﺒنا ﺑﺎﻟﺤﺮﺝ
... ﻭﻛﻼﻣهم ﻳﺸﻌﺮنا ﺑﺎﻷﺷﻤﺌﺰﺍﺯ !.
... ﺇﺫﺍ ﺗﺄﺧﺮنا ﻭﻗﻠِقوا ﻋﻠﻴنا ﻭﻋﺎﺗﺒونا ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ﺣﻴﻦ ﻋﻮﺩﺗنا نشعر ﺃﻧهم ﻳﻀﺎﻳﻘونا ﻭنتمني ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜونا ﻣﻮﺟﻮﺩين ﻟنكون ﺃﻛﺜﺮ ﺣﺮﻳﺔ !! ﺭﻏﻢ ﺃﻧهم ﻳﺮﻳﺪون ﺍﻷﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﻋﻠﻴنا ﻟﻴﺲ ﺇﻻ ..
... نرفع ﺻﻮﺗنا ﻋﻠﻴهم ﻭنضايقهم ﺑﺮﺩﻭﺩنا ﻭﻛﻼﻣنا ﻓﻴﺴﻜتوا ﻟﻴﺲ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻨا ،
ﺑﻞ ﺣﺒﺎ ﻓﻴنا ﻭﺗﺴﺎﻣﺤﺎ ﻣﻌنا !!
... ﺇﻥ ﻣﺸوا ﺑﻘﺮﺑنا ﻣﺤﺪﻭﺩبا ﺍﻟﻈﻬﺮ .. ﻻنمسك ﻳﺪهم ﻓﻠﻘﺪ ﺃﺻﺒﺤنا ﺃﻃﻮﻝ ﻣﻨهم
... نحن ﺑﺎﻷﻣﺲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻛﻨا نتلعثم ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﻭنخطئ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻓﻴﻀﺤكوا
ﻣﺒﺘﺴﻤين ﻭﻳﺘﻘﺒلوا ﺫﻟﻚ ﺑﺮﺣﺎﺑﺔ ﺻﺪﺭ !!
... ﻭنحن ﺍﻟﻴﻮﻡ نتضاﻳﻖ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ
ﺗﺴﺎﺅﻻﺗهما ﻭﺍﺳﺘﻔﺴﺎﺭﺍﺗهما ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺻﺎﺑهم ﺍﻟﺼﻤﻢ ﺍﻭ ﺍﻟﻌﻤﻰ ﻟﻜﺒﺮ ﺳﻨهما !!
... ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻨوا ﻟنا ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺃﺑﺪﺍ ﻻ ﻓﻲ ﺻﻐﺮنا ﻭﻻ ﻓﻲ ﻛﺒﺮنا ﻭنحن نتمني ﻟهما ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻓﻠﻘﺪ ﺿﺎﻳﻘونا ﻓﻲ ﺷﻴﺨﻮﺧﺘهم ﻭﻗﺪ ﻳﻀﺎﻳقوا ﻣﻦ ﻣﻌنا
ﺍﻳﻀﺎ !
... الوالدان ﺗﺤﻤلانا ﻓﻲ ﻃﻔﻮﻟﺘنا .. ﻓﻲ ﺟﻬﻠنا .. ﻓﻲ ﺳﻔﻬنا .. ﻓﻲ ﻛﺒﺮنا..ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺘنا .. ﻓﻲ ﻋﻮﺯنا .. ﻓﻲ ﻓﺎﻗﺘنا .. ﻓﻲ ﺷﺪﺗنا .. ﻓﻲ ﺭﺧﺎﺋنا.. ﺗﺤﻤلانا ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﺊ
... ﻓﻬﻞ ﻓﻜﺮنا ﻳﻮﻣﺎ ﺍﻥ نتحملهم ﻓﻲ ﺷﻴﺨﻮﺧﺘهم ﻭﻣﺮﺿهم ؟
... ﺃﺣﺴنوا ﺍﻟﻴهم ﻓﻐﻴﺮنا ﻳﺘﻤﻨﻰ ﺭﺅﻳﺘهم ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ
... ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺣﻔﻆ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍٓﺑﺎﺀﻧﺎ
... اللهم ﺍﺭﺣﻢ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ
... ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺳﺎﻣﺤﻨﺎ ﺍﻥ ﻗﺼﺮﻧﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻣﻀﻰ ﻭﻭﻓﻘﻨﺎ ﻟﺒﺮﻫﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻘﻰ
... يا أحباب عن البر أتحدث
... لا تجادلهم حتى لو كنت على حق يابني
... البر ليس مجرد قبلة تطبعها على رأس أمك ، أو أبيك ، أو على أيديهما ، أو حتى على قدميهما ، فتظن أنك بلغت غاية رضاهما !
... ولا أن تجعل لهم كلمات في صورة واتس او فيسبوك ولا أن تسمع انشودة عن البر فتدمع عينك ،،،
... ليس هذا هو البر الذي نقصد
... فما هو البر ?!
... البر هو :
... أن تستشف مافي قلب والديك ، ثم تنفذه دون أن تنتظر منهما أمرا
... البر هو :
أن تعلم مايسعدهما ، فتسارع إلى فعله ، وتدرك مايؤلمهما ، فتجتهد أن لا يرونه منك أبداً!
... يابني البر هو :
... أن تحرص على راحة والديك ، ولو كان على حساب سعادتك ، فإذا كان سهرك في الخارج يؤرقهما ، فنومك مبكراً من البر بهما
... البر هو :
أن تفيض على والديك من مالك ، ولو كانو يملكون الملايين - دون أن تفكر - كم عندهم ، وكم صرفو وهل هم بحاجة أم لا
... فكل ما أنت فيه ، ما جاء الا بسهرهما ، وتعبهما ، وقلقهما ، وجهد الليالي التي أمضوها في رعايتك !
... البر هو :
... أن تبحث عن راحتهما ، فلا تسمح لهما ببذل جهد لأجلك ، فيكفي ما بذلوه منذ ولادتك ، الى ان بلغت هذا المبلغ من العمر !
... البر هو :
... استجلاب ضحكتهما ولو غدوتَ
في نظر نفسك مهرجاً
... كثيرة هي طرق البر المؤدية الى الجنة ، فلا تحصروها بقبلة ، قد يعقبها الكثير من التقصير !
... بر الوالدين ؛ ليس مناوبات وظيفية ، بينك وبين إخوانك ، بل مزاحمات على أبواب الجنة ان كانوا احياء او من الأموات
... تحياتي ...
تعليقات
إرسال تعليق