رواية سبع الليالي (الجزء الثاني)...بقلم الكاتب ناجي السمباطي
رواية سبع الليالى الجزء الثانى المكتوب والمنشور عام1987 الحلقة15
********************
العودة من ابى حمص الى السرو
********************
**استقل عرفان عربة أجرة إلي المنصورة ، ومعه حمولة من حلويات وحمص طنطا ، وكانت لها شهرة لا تقل عن الحلويات الدمياطي ، خاصة الحمص ، وإن كان نوعا من البقول ، وليس حلوى بالمرة ، وانطلقت السيارة الأجرة وعرفان شبه نائم أو في نصف نوم ، وبعض الراكبين قد أخذوا يتحدثون لقطع الوقت ، وطفل صغير علي يد أمه ، لا يكف عن البكاء ، وكل ما أخذ عرفان النوم ، أيقظه بكاء الطفل ، فأخذ يسال أمه لماذا يبكى الغلام ، أهـو جوعـان ؟ فقالت الأم ، لام الله ، لسه مأكلاه أكله بسيط ، فرد عرفان ، ولماذا يبكى إذن ؟ فردت الأم ، أصله بيسنن ، يا عمي وكنت واخداه يزور السيد البدوي فقال عرفان إن شاء الله خير وأخذ يداعب الطفل ويقرأ بعض الآيات القرآنية حتى هدأ الطفل تماما ونام علي كتف أمه وهي تهزه هذا خفيفا ، وتسأل عرفان ؟! وأنت بتشتغل إيه فيرد عرفان ، أنا فترد قائله أيوة إنت يا بيه ، فيقول عرفان بعد تردد ، رجل أعمــال !1 ولم يكذب عرفان فأحد صنوف عمله ، هو العمل !!
** فقالت السيدة ، يا عني إيه يا بيه ، رجل أعمال ؟ ! يعني بتعمل أعمال ؟! فيقول عرفان ، وهو يكذب عليها ، وقد صدق حدسها التلقائي ، وعفويتها ، يعني يا ستي ، بتاجر تجارة يعني فتقول آه ، أنا فكرت يعني أصل إديك فيها البركة ، الواد نام علي طول ، فيقول عرفان يا ستي ، ولا بركة ولا حاجة ، الطفل عاوز مدادية ، وبسمة حلوة ، تلاقيه نام علي طول ، و هدي وبقى تمام .
** كان الحديث بين عرفان ، والمرأة متصلا والآخرون ، قد علقا علي خبر في صحيفة ، لم يتبين عرفان اسمها ، وسمع عرفان صاحبها يقول " والله شيء عجيب يا أستاذ ، الأسعار بقت نار ، نـار خالص ، فيقول زميله ، اسكت يا يوسف ، الحيطان لها ودان ، فيتمادى يوسف ويقول ، والأعجب من كده يا خويا ، الصحفيون ، نقلوهم ، مؤسسة اللحوم والثروة الداجنة ، طيب ها يعملوا فيها إيه ، يسلخوا بهائم ، ولا هيربوا بقر ، ولا يوزعوا ا العلف على البهايم ، ولا يرموا البواقي ، في المفارم ، فيلكزه زميله ، يا راجل كفاية ، ها تودينا في داهية ، بسبب لسانك الطويل ده ، فيرد قائلا ، وأنا مالي يا خويا ، لساني الطويل ، ولا لسانهم ، ما تشوف يا خويا ، أنا حاجيب حاجة من عندي.. هم اللي كاتبين الأخبار ، وأنا بعلعلى الاخبار بس !ّ! شوف بقى يا سيدى ، الخبر الجاي ده ، الضباط ، حطوهم في الجرائد ، وفي المؤسسات تباديل وتوافيق ، رياضة يعني ، فيهمس له زميله ، يا راجل كفاية بقة ، شايف الأفندي اللي راكب ورا ، ودانه معاك فيرد عليه بهمس سيبك منه ، دا راجل أعمال ، فيقول زميله وايش عرفنا ، مش يمكن منهم فيرد عليهما عرفان ، وقد سمع كل ما دار ، لا إطمئنا يا حبايبي ، لا أنا منهم ، ولا أنا ضدهم ، أنا مواطن زي زيك ،فيرد سمعان ، معلهش اعذرنا يا أستاذ ، البوق مليان ، ومافيش فضفضة ، إلا مرة ولا مرتين ، ها نعمل إيه بقه .
***يبتسم عرفان ويقول لهما ، يا جماعة ، المشكلة ، هي إنت معاي ، ولا ضدي يعني الثقة ، أم الكفاءة دي آخر حاجة ، في تفضيل زيد علي عبيد ، دي الخلاصة ، كانت العربة تسير ، والسائق متضايق من هذا الحديث ، فيقول يا جماعة بلاش سياسة ، خلينا ناكل عيش ، ولا أوقف العربية ، وأنزلكم كلكم ، فترد السيدة ، وأنا مالي يا خويا ، هو أنا كنت تكلمت والواد العيان ، أو ديه فين ،
**لم يجد السائق مفرا ، من أن يحول دفة الحديث ، فقال لهم ، أما سمعتم بالمعجزة ؟ فرد الجميع أي معجزة فرد قائلا ، وقد شد انتباههم ، كان هناك رجل طيب ، وتاجر عظيم ، جاء يوما ، إلي بلد لا أتذكر اسمها الآن ، اسمها ، اسمها ، اسمها ماذا ، يا خليل ؟ أيوه اسمها ( بشان ) وكان الرجل غنيا ، وقد حط الليل ، فنزل في ضيافة رجل اسمه ( جائر ) فرحب به أيما ترحيب ، وأفرش له المنزل الطيب ، واقام له الولائم الكاملة ، وأقام له كل الواجب ، فما كان من الضيف ، إلا أن منحة العطايا الكثير ، إلا أن جائر ، تملكه الشيطان ولعب بعقله ، وطمع في أموال الرجل ، توضع له المخدر في الشراب ، فلما شرب ، قام بقتله ، وحمله في زكيبة ، ودفنه خلف المنزل ، إلا أنه بعد أن عاد أدراجه ، حدث شيء عجيب ، وجد الرجل ، نفسه ، وقد غاص رجليه في الارض ولم يستطع الفكاك من هذا الفخ ، وصرخ الرجل ، ولم يجد أحدا ينقذه ومر الوقت والرجل يغوص حتى وصل إلي نصفه تقريبا ، ولم يستطع أن يخرج من هذا الفخ ، حتى طلع النهار ، والناس تتفرج عليه وهو يصرخ ويقول احفروا حولي ، انقذوني ، دون جدوى وتعجب الناس وقالوا ، ماذا فعل بك هذا فقال وجدت نفسي هكذا يا رجل قل الحقيقة وهو يقول ماذا أقول ؟! الناس تعرفه أنه طماع ومن أصحاب الليل وهو مستمر في إنكاره ، حتى جاء شيخ كبير ، وقد مر علي الرجل ، أسبوع وكان الناس ، يشربونه ، ويطعمونه ، وهو في مكانه وقال له الشيخ ماذا فعلت يا رجل ؟! فيرد لا شيء ، فيقول له الشيخ هل ظلمت أحدا ؟! هل أكلت حق يتيم ؟ هل تجبرت وتسلطت علي الناس ، هل سرقت ؟! والرجل رغم وضعه الحرج لا يرد غير بجملة ... لا لم أفعل ؟!
*************************
**حتى قال له الشيخ بعد أن أبعد الناس وهمس في أذنه ليس لك من حل سوى أن تعترف ، وترد لكل ذي حق حقه والناس بعيدون ولن يسمعوا هذا الحل الوحيد ، فقال له ماذا أقول ، لقد طمعت في ضيفي ، فقتلته واستوليت علي أمواله وبضاعته ، وما قال هذا حتى انفتحت الحفرة وتسطحت ، وخرج الرجل يجر رجليه ، وقبض عليه ولاقى جزاء عمله ، وسكت السائق ، وظل الجميع مذهولين ؟! وقال للسائق أحقا حدث هذا ؟! فقال له لقد رايته بعيني ، وقال الجميع مش معقول ، شيء لا يصدقه عقـل وسأله عرفان مرة أخرى أتستطيع أن تصف الشيخ لي ، فوصفه فقال عرفان ، لا يحل هذه المشاكل ، إلا شيخي الكبير ، شيخ الصحراء ، أنه صاحب الخبرة والشفافية ، فرد الجميع ومن هو الشيخ الجليل ؟! فقال شيخ الصحراء وحده ، الشيخ الذى زارني من قبل هو الذي يفعلها ويقدر عليها وقالوا لم نسمع عنه من قبل ، فرد عرفان إن حياته دائما في الصحراء ولا يلبى نداء الوادي الأخضر ، إلا إذا كان مثل هذا وقد زارني في بيتي من قبل من قبل فتشرفت بزيارته وكان له الأيادي الفضلى علي .
************************
**قال السائق ما رأيكم يا سادة في هذه الحكاية أم السياسة وبلاويها ؟! وقالوا جميعا ، خلينا في غرائب الحياة ، أحسن ، كانت العربة قد اقتربت من الدخول إلي المنصورة ، وقال السائق ، أروى لكم حكاية أخرى أم اكتفى ، فقال الثلاثة ، احكي وقالت السيدة احكي ، وكانت الآذان ، كبوق قد اتسع ، ليستقبل كل الكلام والأفواه مشدودة ، وعرفان معهم ، يسمع ولا يدهش ، فقد تعود علي الكثير ، وعرف الكثير
**قال السائق " يقال والله أعلم ، أن هناك طبيبا يعالج الناس ويكتب روشتات ، بمساعدة من تحت الأرض ، اللهم ما احفظنا فتساءل الجميع كيف ؟! فابتسم السائق ، وقد سيطر علي الجلسة ، وكانت السيجارة لا تفارق شفتيه ، من جيبه ، ومن جيب الركاب ، وقال والعهدة علي الراوي ، أن هذا كان طالب طب ، وترك الدراسة ، واختطفه الجن ، تحت الأرض لمدة خمس سنوات ، وعلموه الطب كاملا ، و زوجوه من جنيه و بعد ان أكمل تعليمه ، ردوه إلي سطح الأرض ، وأخذ يعالج كما الأطباء ، وأمه تتعجب كيف تعلم كل هذا ، وهو لم يكمل تعليمه ، وإن كانت قد فرحـت بعودته ، بعدما كف بصرها وارتد بعودته كما رد قميص يوسف ، بصر سيدنا يعقوب ، بما شمه من ريحه ، بأمر الله .
*****************************
***أقبل الناس علي الطبيب الذى درس له الجن ... من كل حدب وصوب ، وأصبحت الزيارة بمواعيد وجاء إليه من البلاد العربية ..من الخليج ، ومن الجنوب ومن الشمال وبعض الحالات من أمريكا ومن أوربا ، ومن روسيا ، ومـن كل البلاد بعدما عجزوا مع الطب الحديث ، وشوفوا بقه التقدم بتاعهم في التكنولوجيا والحاجات الإلكترونية ، المهم يا صحابي العزاز ، أن الأطباء جاءوا إليه وناقشوه وفحصوا روشتاته ، وتشخيصه للحالات ووصفه للعلاج ، والأدوية أنه مثلهم تماما ولم يجدوا شيئا يؤخذ عليه وإنما قالوا إنما العلم من عند الله ، فقالت السيدة ، وفين أراضيه يا بني ؟! والله يا ست مش فاكر ، أصل الأسماء ، بتحيرني دائما ، بلخبط فيها ، بس هى بلد في حته كدة جنب بلقاس ، فردت إن شاء الله أزوره ، يمكن الواد ما عدش يعيط !!
**ولم تنته حكايات السائق ، حتى ظهرت مداخل المنصورة ، وقال السائق ، حمد لله علي السلامة ، رحنا وجينا بألف سلامة ، ولا سياسة ولا برلمان ، ولا زيطة من كل ده !!!!
************************
*** حكايات حياتنا أحلى وأفضل ، ولا إيه يا أستاذ ؟! فرد عرفان معك حق ، وسدد أجرته ، وسلم علي الراكبين وعلي السيدة ، ولمس بحنان وأبوة ، خد الصغير ، وقد استيقظ من نومه ، ولكنه كان وديعا ، ومبتسما لعرفان ، ناظرا إليه وهو يبتعد
*** قام عرفان بعبور كوبري المنصورة ، متجها إلي البر الثاني ، حيث ركب الأتوبيس المتجه إلي دمياط ، ومـا أن قطع التذكرة ، حتى نام نوما عميقا ، لم يشعر بهزات الطريق ، ولم يشعر بالزحام داخل الأتوبيس ، ولا بتوقفه في المحطات أثناء الطريق ، حتى سمع الكمبساري ؟! يا أستاذ ، ألست ذاهبا إلي الســرو ؟! فأجاب بإيماءة من رأسه ، وهو نصف يقظ ، فقال له المحطة الجاية ؟! فانتفض عرفان ، لينشط نفسه ، مثل قطة تلين عضلاتها ، فلما جاءت المحطة نهض واقفا ، وقفز في حركة نشيطة ، رغم سنه المتقدم نوعا ما ، و ركب الحنطور ، وشد السائق ، اللجام ، وانطلق الحصان ، يشد عربته وهو يتنافس مع السائق ، في مواضيع مختلفة ، كان الوقت عصرا وكان هناك نوع من الضباب ، المشبع برذاذ بارد ، والحديث لا ينتهي مع سائق الحنطور حتى وصل إلي المنزل ، فنزل ونفحة أجرة وانطلق الحناطري
****************************
** قام عرفان بالصعود وكان يثب السلم وثبا ، حتى وصل إلي شقته فطرق الباب ، وفتح له الباب مظلوم وقال له وحشتنا يا أستاذ ؟! فقال له ، يوم بليلة ؟ ! وأوحشك يا مظلوم ؟! فما بالك لو سافرت ؟! فرد مظلوم ، تظلم الدنيا في نفسي قبل عيني ، فعشرتنا طويلة ولم أجد ملجآ إلا أنت يا أستاذ ، فقال له عرفان وبيتي وقلبي لك يا مظلوم مهما طال الزمان ، وأنت الوفي الأمين ، وكيف حال الأولاد ؟ فقال له بخير بعون الله ، يرتاحون ثم يقومون للمذاكرة ، فالامتحانات علي الأبواب ، والسيدات في حجرتهن ، وسوف أبلغهن أنك قد جئت ، فقال له عرفان ، أعد لي الحمام ، وطعام خفيف حتى أرتاح من عناء السفر ، وقال له مظلوم ، حاضر يا سيدي وتردد في الانصراف ، فقال له مبتسما في حياء ، أريد أن أريك شيئا ، يا أستاذ فقال له ماذا وراءك يا مظلوم ؟! فقال كل خير ، وأدخل جيبه ، في فرح ظاهر علي وجهه ، ولكن بارتباك في مثل هذه الأشياء ، وأخرج صحيفة ، وقد تم تطبيقها ، حتى صارت في حجم جيب ( السديري ) وقال له ألا ترى صورتي وقام بفتح الصفحة ، التي بها صورته ، وقد كتبت الصحيفة سلوان إسماعيل بإيحاء من برهان عبد التواب نبذة عن حياة الرجل وأنه كان يعمل بشركة القطاوي ولم يأخذ معاشات ولا تأمينا ويطلب معاشات ثابتا أو عملا يلائم سنه ولم تكتف الصحيفة بذلك بل ذهبت قبل نشر الموضوع فقابلت المسئولين وصدرت التوجيهات بتعيينه ، بالمجلس البلدي ، وقد ذكرت الصحيفة ، كل هذا و أثبتت جديتها في بحث مشاكل المواطنين ، ومتابعتها متابعة دقيقة ، وقال عرفان ، مبروك يا مظلوم فقال له مظلوم بتلقائية عقبالك يا أستاذ ، فضحك عرفان وشكره وقال له احتفظ بالصحيفة واذهب بها لرئيس المجلس البلدي ، غدا والآن اذهب لتحضير الحمام ، وكذلك الغذاء وذهب مظلوم واتجه عرفان إلي مكتبه وجلس علي الكرسي الهزاز ، وأخذ يتأرجح ، حتى يحين الحمام ، وحتي يحين الغذاء ، وهو مرهـق أشـد الإرهاق ، وجاءت العائلة ، وسلمت عليه وهو في نفس مكانه ، حتى قال له مظلوم ، الحمام جاهز يا أستاذ ، فقام ودخل ليأخذ حمامه وكان الماء فاترا ، وهو يدندن ، ببعض الأغنيات ، وعندما يملأ الماء فمه أحيانه ، يخفت صوت العناء وعندما الصابون يدخل عينيه ، يتوقف الغناء ، أو يغمغم وهو يدلك عينيه ، حتى انتهى الحمام..
**جفف عرفان جسده ولبس ملابسه المنزلية ، ومشط شعره وطرق الباب ثـم فتحه ودخل إلي حجرته وذهب في نوم عميق بعد دقائق ومر في ذاكرته ، كل أحداث المشوار منذ الذهاب وحتى دخل السرير ثم شد اللحاف حتى دق المنبه دقاته المزعجة ،فاستيقظ عرفان ...كانت الساعة حينئذ العاشرة مساء ، وكان قد ضبط المنبه علي هذا الميعاد ، حيث ميعاد الجلسة المسائية للصحبة والأحبة والخلان
***********************************************************************
*** قام عرفان من السرير ، وأخذ في أداء بعض التمرينات الرياضية الخفيفة ، كعادته ثم ذهب إلي مقر الحجرة ، حيث تمتد جلسة المساء حتى الفجر و أقل قليلا ، أو أزيد قليلا ، وقد جلس في مقعده ، وجاءه مظلوم وقال له أحضر لك العشاء ؟! فقال له ألم تحضر لي الغذاء الخفيف ، فقال له أحضرته ولكنك ذهبت إلي النـوم ، عقب الحمام ووجدتك في سابع نومه فلم أستطع أن أوقظك وقلت لعله متعب من كل هذا السفر فقال له عرفان احضر لي بعض السندويتشات وبعد ذلك حضر النارجيلة ، و فنجانا من القهوة يكون مضبوطا ، وذهب مظلوم ، لإعـداد ما طلبه عرفان ، وأخذ عرفان ، مجلة مصورة بجانبه ، وأخذ يستعرض صور رجال الدولة ، والفنانين والفنانات ، وسيدات المجتمع ، ووجد في صفحة ، علوم المستقبل والتكنولوجيا ، اختراعات حديثة وجديدة ، وشد انتباهه بعض الآلات الصناعية الصغيرة الحجم ، وذات الإنتاج الكبير والتدريب عليها بسيط وثمنها معقول كانت في مجال الطباعة وأخرى في مجال صناعة التشكيلات الحديدية في أشكال جميلة وقوية وأخرى في مجال صناعة الدواء وثالثة في تصنيع المنتجات الغذائية ورابعة في مجال صناعة المنسوجات وغيرها في مجال البتروكيماويات ولكنها عدة مجموعات كاملة ، من الآلات والأجهزة تكمل بعضها البعض وغيرها في مجال الصناعات الصغيرة كان كتالوجا كاملا ، داخل المجلة واستعرض صور أخرى ، لبعض الآلات والأجهزة الحربية المتقدمة ، وشد انتباهه مدفع آلي ، مضاد للطائرات المعادية يستخدم بحاسب آلي مبرمج ، ويتم تشغيله كاملا وتزويده بالذخيرة ، وإصابته الهدف ، بناء علي هذا الحاسب ، الذي يحسب المسافة ، وطبيعة الهدف ، ونوعه وحجمه وفيه حماية كاملة ، ويمكن الاستعانة بتشغيله بجندي واحـد .
*** استعرض عـرفان هذه المستحدثات ، وعرف أن المستقبل لهذه التكنولوجيا المعقدة ، وأن الإنسان يجب أن يتطور لكي يستطيع أن يستوعب كل هذه التقنيات ، رغم أن البعض منها كان في طوره الأول من الحداثة ومازال في طور التجريب والتعديل ولكنـه عرف أن المستقبل في السنين الباقية ، حتى القرن الحادي والعشرين ، لهذه المستحدثات وأن الذي يستوعب فنون العصر الحديث ، سوف يحقق آماله وأحلامه ، وأن الذي سيتقاعس سينتهي!!
*** وتمنى لبلده أن يحقق هذه الطفرة ولكنه تمنى أيضا أن نأخذ بما يلائمنا ويلائم بيئتنا ، حتى نوازن بين الإنسان والآلة ، وبين عادات وتقاليد مجتمعنا ، وبين العصرية ، وبينما هو في هذه الأحـلام ن وفي هذه التمنيات ، التي فجرتها ، مجرد رؤية كتالوج مصور لهذه المستحدثات حتى صدم ، بدخول سميرة وهي تقول دستور يا أستاذ !!
*******************************
*** بإذنك ياسيدى أجيب العشا عندك ولا على السفرة فقال لها عرفان ، ادخلي يا سميرة ، هاتي العشا هنا فأحضرت صينية عليها مجموعة من الساندويتشات ، وقالت له ، مظلوم يحضر القهوة ، فقال لها قبل أن تنصرف أتعرفين ماذا كنت أقرأ ؟! فقالت لا ، وماذا يهمني يا سيدي ؟ فقال لها ضاحكا ومداعبا لقد اخترعوا آلة تعمل كوسيط روحاني ، بيني وبين الجن ، وبالتالي سأستغني عنك !! فقالت إزاي بقه يا سعادة البيه ، مكنة تكلم الجن وتشوفهم ؟! دا بقى حاجة عجيبة !! والله عشنا و شفنا ، فقال لها ، ,,,ماذا ستفعلين ؟! فقالت لو ده حصل ها أشتغل ممرضة ، ولولا العيش والملح ، ما كنتش اشتغل معاك ، وبعدين ، ما أنـا بشتغل كل أعمال البيت ، وأعمال التطريز ، مع الست ، يعني شغلتي معاك ، مش واخدة كل وقتي ولولا أني بنت شفافة ، كنت خدتني وسيطة ما قدامك ، فريال ماخدتهاش ليه ، ولا شربات ولا أهل المنزل اسمح لي الست روح الحياة ، ولا الست عفارم!!! ، فقال لها تأدبي يا بنت!!! ولكنه تعود علي أن يسمع منها مالا يجرأ عليه الآخـرون ، وابتسم وقال لها ، أنت صدقتي ، ما هي إلا خيالات ، وأردت أن أداعبك ليس إلا ..
***قالت له ، قول
*تقدير فخرى :ش .ف / ناجى عبدالسلام السنباطي
**بكالوريوس تجارة جامعة الإسكندرية 1971
**عضو الجهاز المركزى للمحاسبات بمصر والكويت سابقا ومحاسب قانونى(سابقا).
**دبلوم الدراسات العليا قسم صحافة جامعة القاهرة عام 85 الأول على الدفعة)
**كاتب صحفي مستقل
**رئيس تحرير مجلة صوت السرو المطبوعة والرقمية متطوعا
(نشرة غير دورية)(1983/2024)
**صحفي بمجلة عالم الفن الكويتية(79-81).
**مراسل لمجلة السينما والناس المصرية بالكويت 1982
**عضو هيئة خريجي الصحافة ج. القاهرة 1985/2024
*** عضو الهيئة الإدارية(مجلس الإدارة ) لاتحاد المدونين العرب.
وعضو اللجنة الاعلامية بالاتحاد وواضع ميثاق الشرف للاتحاد
****كاتب صحفي مستقل عضو الاتحاد العالمي للإنسان والانسانية من اجل السلم والسلام
***عضو العديد من المنتديات الأدبية والفنية والصحفية والإقتصادية والثقافية.
*********************************************
يا سيدي ، وخرجت في دلال واضح وهي تقول باسمه وهل يستطيعون صنع حيوية ورشاقة وجمال الستات ، يا سيدي ؟! فقال لها ، إلا هذه يا بنت الأبالسة ، وضحك من كل قلبه ، وهو يقول غلبتني بمنطقها ، تلك البنت الربع ، متعلمة ، وهل يستطيعون أن يضعوا البسمة والغمزة و الشعور والحس البشرى من الرجل إلي المرأة أو من المرأة إلي الرجل..
**قال عرفان .. معها حق تلك البنت تلك البسيطة المعرفة فقد عرفت كيف ترد علي وعرفت كيف تقنعني أن الآلة ، لا يمكن أن تلغى الإنسان أبدا ، وان الحياة تسير بجناحين ، التقدم والإنسانية ودخل مظلوم وفي يده القهوة وفي اليد الأخرى النارجيلة ، وأخذ عرفان يشرب القهوة ويشد الأنفاس ويقول لمظلوم ، وهو يضع النار فوق المعسل الخالي من أي صنف ، سوف تذهب إلي عملك في الصباح وتأتي إلي هنا بعد الظهر ، لن يتغير شيء ، حتى أعرف ماذا سيتم في موضوعي ، وستظل ،معي ، وإذا ذهبت إلي القاهرة ، ستأتي معي او تظل هنا إذا فضلت المكوث، فقال له مظلوم أفضالك لا أستطيع ردها وإن كنت أفضل البقاء هنا ، إلا أنني لا أقدر علي فراقك ، فقال له عرفان لندع الأيام ، و الأقدار توصلنا إلي الرأي السليم فلا نستعجل الأشياء.
************************************\
***يتبع الجزء الثانى من رواية سبع الليالى الحلقة16
**********************************************
تعليقات
إرسال تعليق