اليوم أرخص لك...بقلم الشاعرة الزهرة العناق
⚡.... اليوم أرخص لك .... ⚡
اليوم أرمي إليك مفاتيح النجاة، وأقول لك: حرر نفسك من الأثقال التي كبلت روحك، وأزل عن صدرك الغشاوة التي أثقلت ضميرك.
إن رزقا منعته عن محتاج، قد علق في موازين السماء، فلا تؤخر ما عليك، فالرزق يجد طريقه حين تكون الأيادي و القلوب بيضاء.
أو سعادة سرقتها من عين أحد، تذكر أن الأفراح المسروقة تعودُ ثقيلة إلى صاحبها، مثل غيمة تأبى أن تمطر في غير أرضها. فالسعادة لا تورث إلا إذا شاركتها.
أو دمعة تسببت فيها، لا تَغفل عنها وإن ظننت أنها ذابت في ليل النسيان. تلك الدموع تنقش في الأرواح ما لا تمحوه الأيام. مد يدك لتمسح أثرها، فإن عز الاعتذار، فلتكن أفعالك غدا جبرا لما مضى.
اليومَ أرخص لك
الفرصة كي تتصالح مع نفسك، فالعفو عن الآخرين هو عفو عن ذاتك، والحياة لا تكمل سيرها إلا بقلوب خفيفة تنبض بصدق.
انهض الآن، وأطلق ما بيدك من قيود. فالمغفرة تليق بالكبار، وأنت أوسع من أن تحبس نفسك في دائرة الذنب والحرمان.
اليوم أُعريك من ظنوني، و أسلمك أوراق الصفح، لا جرحَ يمضي بلا نهاية، ولا خاطر يستبقى حبيسا بين أضلاع الذاكرة.
اليوم سأضع عن كاهلي ثقل الحذر، فلا غيمة تخشى المطر، ولا عين تهاب البكاء.
أرخص لك اليوم
ليس ضعفا، بل عزة تنسج من التسامح حريرا يحيطني، و أعفي قلبك من حساب طالما تركته مؤجلا.
أنا التي تبصر في عتمة الليل نوافذ الأمل، ولا تكترث إن كانت الرياح تحمل بقايا الأمس، ما دمت قد اخترت الريح صديقا والموج دربا.
اليوم لن أنصبَك خصما، بل سندا خلف الأُفق، فإما أن نمضي معا نحو الفجر، أو نودع الخسائر بلا رجعة.
اليوم أُرخص لك
كرامة مني، لا تهون لكنها تهدي السلام، و ترفع راية العقل فوق كل عتاب.
خذ هذا اليومَ هدية، فهو نافذ بعزتي لا بضعفي.
وليكن في الغد ما يكون؛ فليس كل تساهل انكسارا، ولا كل كرامة صمتا.
اليوم أرخص لك، فلا تؤجله إلى يوم غد
✍️ الزهرة العناق ⚡
25/10/2024
تعليقات
إرسال تعليق