دقت مريم....بقلم الكاتبة ليلى قوال
دقت مريم...
على الأريكة وحيدة احسب خطواتي لانظمها...صارت الخطوة تتدبر...
وحدي انا وفي تفكيري شعب غفير يرسم كوكبه الأخضر...
وجفاء بل صمت رهيب في غرفتي ولكن مسرحي تتلاعب فيه الأصوات وتعلو وترقص العبارات على مسامع الجمهور وهم ينثرون الورد الأحمر..
بلا حركة انا بلا سير بلا قصة بلا قلم بلا نص بلا خطب بلا قلب بلا شغف ولكن الدموع الحبيسة مع العبارات كتبت أجمل شريط بخط مبهر..
بلا نغم بلا مقطع بلا حرية والقيد يشدو أجمل مقطع ويحن للضيعة والجري لأعلى قمة أين يصوب المدفع.. بلا حذاء امشي بلا قدمين أتقدم واخطب في المنبر...
رسمت لوحة باسقة المقام بكل الألوان تحمل جيل أدام وجيل نوح والبشر بخيره وشره تلتهب بداخلها الفتن وتفرش المذاهب سيرها بمدخل المنظر...
انا التي تحسبون أن كياني اثقلته مياه البحر فهوى كالسفينة يغرق ويتهور..
ابدا فلكل جسد روح اعزها الله واكرمها فالروح من رحمته خلقت فما اغلاها لو تتصور...
فاصنع بجاهك و مالك طرق ومداشر ومدن وقلاع وقادة..انا بتصرفاتي قد أعددت قارة من مبنايا تصنع ... وضحي بكم حرف وحرف واغتزل كم حقيقة وكم مطلع سيكتب الله لنا عنده ما كنا نصبوا إليه وما نطمع..خير البشر بالنوايا والله يعرف ان للنفوس خبايا.. فكم من حاجة كحاجة في نفس يعقوب قرأها الله قبل القدر ..فتدبر الأمر وكرر ولا تنفر كي تتذكر..
هكذا انا في مسكني وحيدة اعيش بين ميئات الأفكار واردد الأذكار واسترجع الأسفار وانظم الماضي واربطه بالمستقبل فأرقع صفحات كتبي بخيط شفاف على ورق الزمن الأسمر..فلا أحد يعرف هل أكلت او شربت او مرضت او لا ازال على قيد الأيام احس واستشعر...
حتى دقت مريم الطفلة الصغيرة فقط لتتفقدني فتركت شعوب مخيلتي وفتحت باب بيتي فقالت كم اشتقت لك أيتها الخالة جئت لأراك مجددا فعانقتني بشدة وتأسفت لي قائلة ربما قد ازعجتك واتلفت عليك راحتك....واي راحة وقد انقذتني من جيش الفتن وانا امتحن واتعصر..
فابتسمت في وجهها الباهي كم انت رائعة يا ابنتي وكل يوم يمر عليا فأنت في عيوننا تكبر....هكذا الروح كملاك تسمو كمريم تدق لتذكر وتستغفر..
فذهبت مريم ورجعت لمحرابي احارب وهم أفكاري بين بشر بأرواح وبشر لا يملكون إلا الشرور ويجتهدون في دفن الفرحة بوسط غلت فيه العملة على النفوس الطاهرة فهانت عليهم أرواحهم فرموا بها لجائر بميزاج يتعكر...
بقلمي
ليلى قوال Leila Goual الجزائر 🇩🇿
تعليقات
إرسال تعليق