مكانة الطفل وحقوقه في الإسلام.. بقلم/الشيخ عبدالفتاح محمد ريحاوي

 *محاضرة* 

                               حول مكانة الطفل و حقوقه 

                                         في الإسلام 

                                                  (1)


تعتبر مكانة الطفل و حقوقه قضية هامة في حياتنا المعاصرة 

و باتت اليوم مثار جدل و أخذ و رد نشأت من جرائها هيئات و منظمات دولية و محلية ألقت على عاتقها رعاية الطفولة و مراعاة حقوق الطفولة و جندت من أجل ذلك ما بوسعها من إمكانيات مادية و معنوية و شرعت قوانين و وضعت مبادئ 

و وزعت موظفين و متطوعين و مندوبين لها في كافة أرجاء العالم أملا في خلق عالم أفضل للطفولة ملؤه السعادة و الفرح ينشأ الطفل فيه نشأة صحية تهيئا له لخوض غمار الحياة في المستقبل الواعد و يكون لبنة صالحة و فاعلة في مجتمعه 

بيد أن الإسلام بتشريعه الحنيف كان و ما يزال أسبق الشرائع في تكريس الجهود من أجل رعاية الطفولة و خلق عالم نضير لها في الحياة و بناء شخصية الطفل بناء سليما ليكون في المستقبل عضوا نافعا لمجتمع و لبني جلدته. 

فقد اهتم الإسلام بالطفل اهتماما بالغا و شرع له الحقوق منذ أن يكون جنينا في رحم أمه و من قبل أن يدرك معناها و حرم إهمال تلك الحقوق و أوكل المسؤولية عنها لوالديه 

و تنقسم حقوق الطفل في الإسلام إلى قسمين:

أولا _ حقوق ما قبل الولادة: 

و تتمثل في حسن اختيار الزوجين لبعضيهما... و يرتكز هذا الحق على كاهل الأب أولا باختياره للمرأة الصالحة التي ستصبح أم أولاده في المستقبل يختارها ذات دين و خلق حميد..

قال صلى الله عليه وسلم  في الحديث الصحيح المتفق عليه : " تنكح المرأة لأربع : لمالها و لحسبها و جمالها و لدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك " 

يجوز على الرجل يجري على المرأة أيضا في حسن اختيارها للزوج الصالح.

قال صلى الله عليه وسلم: " إذا خطبكم إليكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرص و فساد كبير" 

و من هذا الأساس ننطلق في محاضرتنا اليوم من قول البعض بعدم رعاية الأبوين لهذا الحق خلق في حياتنا هوة سحيقة بيننا و بين تعاليم ديننا الحنيف و إهدار حق الأطفال في مستنقع الفساد و التحلل الأخلاقي... و لكل مجتمع طبيعته و خصائصه و عاداته في النظر إلى هذا الأمر و تصويبه من جديد. 

دعونا نناقش في هذه المحاضرة الحق الأول من حقوق الطفل في الإسلام ما قبل ولادته و اصطدامه بالواقع الذي يتعارص مع نمو شخصيته نموا سليما قياسا لما هو عليه المسلمون اليوم في إهمال هذا الحق للطفل. 

أقلامكم أعزائي تميط اللثام عما جال في حياتنا من إهمال حقوق الطفل و عدم تجسبدها التجسيد السليم . ... قبل أن نتحدث عن الحقوق الأخرى في محاضرة تالية إن شاء الله تعالى. 


✍️الشيخ عبدالفتاح محمد ريحاوي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سنين عمري ....بقلم الشاعر عبد المنعم مرعي

وقعت أسير هواك...بقلم الشاعر أبو بكر المحجوب

عسعسة العيش....بقلم الشاعر راتب كوبايا

قلبي ينبض بحبك...بقلم الشاعر أبوبكر المحجوب

اِغضب...بقلم الشاعر عبد المنعم مرعي

لست وحدي ...بقلم الشاعر رضا الشايب

منها نستفيد...بقلم الشاعر علي مسلم عجمي

محبة ....بقلم الشاعر أحمد قراب

الخمار الأسود.. بقلم الشاعر/منصور عمر اللوح

تبرية من شيم العفاف تنجلي....بقلم الشاعر معمر محمد بدوي