الأرامل والمطلقات ونظرت المجتمع.. بقلم الإعلامي/محمد ثجيل القريشي

*الارامل والمطلقات ونظرة المجتمع لهن وهل هناك فرصة للزواج وتكوين أسرة !!!

 

الزواج حماية للبشر وكما شرعة الله ورغبة في التكاثر لإعمار الكون بذكر الله قال تعالى(( ومن آياتة  أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها  وجعل بينكم مودة ورحمة ))

ولما كان الزواج أحد أهم التشريعات الإسلامية فقد كان الترغيب فيه ظاهرًا كونه يوازن المجتمع ويحقق الاستقرار.

وبالنظر لحال المطلقات والأرامل نجد أن المجتمع في كثير من الأحوال يظلمهن مرتين وينظر لهن الناس نظرة خاصة بل ولا يقبل أحد الزواج منهن وهذا النظرة يرفضها الإسلام كما ترفضها الطباع السليمة

وبنظرة بسيطة ولما كان عليه الصحابة والتابعون في الترغيب من الزواج من المطلقات والأرامل ندرك كيف كانت لديهم حكمة في تفهم الأمر والترغيب فيه فالمرأة المسلمة حين يتوفى عنها زوجها أو تطلق، كان الصحابة يتسابقون على الزواج بها من أجل رعايتها من باب الاحترام والإكرام والتشريف لها

وصفحات سير الصحابة في هذا مليئة فنجد إذا تصفحنا سيرتهم فهذه عاتكة تزوجها ابن أبى بكر الصديق وكانت تحبه ويحبها حبا لا يوصف فلما مات عنها شهيدًا  فبادر بالزواج منها الفاروق عمر ثم مات عنها شهيدًا، فبادر بإكرامها والزواج منها حواري النبي ﷺ الزبير بين العوام فقتل شهيدا فلم يقولوا عليها: جلابة المصائب على أزواجها كما هو شائع في بعض المجتمعات إنما قالوا من أراد الشهادة فعليه بعاتكة

وهذه أسماء بنت عميس وزوجها الأخير من سيد الرجال والفرسان علي بن أبي طالب ع  وهو يلاعب أبناءها من أزواجها السابقين ويسمع كلامها العذب فيهم لأولادها فيبتسم ولا يغار ويقول لو تكلمت فيهم بغير هذا لزجرتك فهم أصحابي ولم نسمع يوما أن واحدة عندما تزوجت اتهمها البعض بخيانة ذكرى زوجها ولا غير ذلك من الأمور السائدة في الثقافة المجتمعية

النبي العظيم لم يتزوج بكرا سوى أمنا عائشة فقط

بل إن النبي صلى الله عليه وسلم فعل هذا فلم التعجب فعندما نجد البعض إذا أراد الزواج ممن سبق لها الزواج يتعامل مع حقوقها وكأنها سيارة مستعملة هذا والله لا يليق في حق المرأة المسلمة فإنه يشعر بالخوف منها أو يتأذى من فكرة زواجها السابق وهذا إن دل على شيء فلا يدل إلا على عدم ثقة برجولته وشخصه وقله حيلته بل وانعدام كل ما سبق

فالثابت أن المرأة المسلمة التي لم تنجح في حياتها أو ترملت لا يشترط أن تكون فاشلة وانما يكون  لها نصيب جديد وفرج بزواج من رجل مؤمن وكما ذكر في سورة الطلاق يقول فيها سبحانه وتعالى "لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً"    فالزوجة التي نزلت بها مصيبة الطلاق وأصابها الخوف من المستقبل وما فيه  لعل بعد الفراق سعادة وهناء لعل بعد الزوج زوج أصلح منه وأحسن منه ولعل الأيام القادمة تحمل في طياتها أفراح وآمال

إن أخلاق الإسلام بصفة عامة تدعونا للإحسان في كل شيء وأن نحسن الظن أبدًا والتعامل بالحسنى هو صفات عباد الله تعالى وأولى بالإحسان هؤلاء فنعطيهم حقوقهن بحسن المعاملة وسعة الصدر حتى لا يتأذوا مرتين ومن حقوقهن

يتوجب علينا أن نحافظ عليهن ونحاول أن نعوضهن عن خساراتهن النفسية والمعنوية وأن نحميهن من النظرة الدونية للمجتمع البشر ممن ينظر إليهن بسوء ولنا في رسول اللة  محمد ﷺ المثل والقدوة فقد كان أول زواجه بسيدة سبق لها الزواج وتكبره ب (١٥) عامًا !!!

 لو كان تعدد زواج المرأة غير مرغوب بة  لكان الإسلام نهى عنه وحرمه فديننا أولى بالأخلاق والشرف منا جميعا ومنه تعلمنا كل الأخلاق 

إن المرأة المسلمة هي عنوان نقاء وقوة بنيان المجتمع الإسلامي ودليل على أخلاقه وقوة بنيانه 

إكرامهن فما يكرمهن إلا كل كريم ولا يهينهن إلا كل لئيم

 والواجب  من أسر قلب زوجته  بكلام جميل  فالكلمة الطيبة صدقة

(ويقولون التبسم في وجه أخيك صدقة ) فما بالكم بشقيقات قلوبكم

اعلموا أن النساء قلوبهن في آذانهن  ومن  أبغض في امرأته أمرًا ليس من مبادئ الاسلام وحرام والتعاون بين الزوج  والزوجة في البيت والعمل وتحمل المسؤولية المشتركة ينتج عائلة سعيدة ومجتمع اسلامي يخلوا من مشاكل الطلاق والعوانس وحل مشاكل الارامل وايجاد فرصة بالزواج !!!


الاعلامي محمد ثجيل القريشي 

المركز العراقي الصحفي بغداد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سنين عمري ....بقلم الشاعر عبد المنعم مرعي

وقعت أسير هواك...بقلم الشاعر أبو بكر المحجوب

عسعسة العيش....بقلم الشاعر راتب كوبايا

قلبي ينبض بحبك...بقلم الشاعر أبوبكر المحجوب

اِغضب...بقلم الشاعر عبد المنعم مرعي

لست وحدي ...بقلم الشاعر رضا الشايب

منها نستفيد...بقلم الشاعر علي مسلم عجمي

محبة ....بقلم الشاعر أحمد قراب

الخمار الأسود.. بقلم الشاعر/منصور عمر اللوح

تبرية من شيم العفاف تنجلي....بقلم الشاعر معمر محمد بدوي