ورد الآمال.. بقلم الشاعرة المتألقة/فتحية أشبوق
وِردُ الآمال
___________
بقعةُ ضوء أنت تتلألأ
تغريني للسير نحوها
وفي نورها أشتهي أن أغرق
و أشتهيك
رشفةَ ماء بعد ظمإ
و أنغامَ
أجراسٍ توقظني
و أنغام أشواق
في الشريان تتدفقْ..
كلّ صباح
أقف على ناصية أحلامي
أرقُبُك
لعلك تأتيني
على متن السفينِ
غازيا
فاتحا
إئتني كما تشاء
كما يحلو لك
يا قطعة السكر.
إئتني فأنا على المرفإ
مذ غادر الرّومان أرضي
ألوِّح إليك
إلى كل سفين
أنظرُك من زمن الأحلام
مِنْ وطنٍ
بين السماء و الجبال
مِنْ أرض المدفون
أخالُ ملامحَك
على صورة الماء
فأشتهي في الماء الغوصَ أكثرْ.
يطالعني نجمك في الآفاق
فأثمل
أغدو كما النائم اليقظان
و حين أصحو
أبحث عنك خلف الجدران
بين رموش العين
و بين شفاهي
أبحث عن حرفك الرنان
و أنت في قلاعك العالية
و بيني و بينك؛
بحر
و نار
و عسكر..
إني امرأة قلبها
قد صاغه حدّاد بأرض الصين
أعاره لناسك في بلاد الشام..
على أبواب القدس
صار لها هناك اسم
و رسم
و دمعة
على أسوارها بعدُ لم ترحل.
إني امراة
وِشاحها تغزله عذارى العراق
تطرُزُه خيوطُ دجلةَ و الفرات
والشرشف اليمني يُسائلني:
ما بال الروح فيّ
كأنها إلى البعيد تُمنّيني
تأخذني مِن يساري و يميني
و بأرضٍ فوق السّحب
ترسُو بي هناك ظنوني..
كلماتي عالقة بالأحداق
لوقع أنغامها تراتيلٌ
توقظ المجنونَ في قبره
و تُعيد إليه ذكرى ليلاهُ..
تُرجع إليّ الصرخةَ صدى
تردّدها جبالي الشاهدة
موشحا أندلسيا
يتغناه ابنُ الزيدونِ
و الخطيب
كغيثٍ لم يزل يجود..
كلما الغيث همى
هِمتُ وراءَه
فيذوب القلب الحديد
و يذوب في قلبيَ السّكر.
وِردٌ تهادى لي
كفجْر غاسق
مِن بعد دجى أحدق
رشفة ظمإ السنين
أبتغي منها ما يرويني
لكن
يا قطعة قلبي
و يا نبض وتيني
ما بال وردك
كلما أتيته
لا يزيدني
إلا ظمأً أكثرْ؟!!
_فتيحة أشبوق_
تعليقات
إرسال تعليق