دموع القمر.. بقلم الكاتبة/هناء البحيري
همسات
دموع القمر ( ٢ )
هل لنا من الفرح نصيب أم كان الحزن قدرنا
و بينما كان الجميع يعيش لحظات الفرح و السعادة و تتعالى الزغاريد حتى جاء حسين العريس و أخذ يسلم على المدعوين و هنا شعرت حميده بخوف شديد و انقباض فى قلبها و لكنها قالت فى نفسها ربما يكون هذا بسبب زواج ابنتى و بعدها عنى و طلبت حميده من محمد أن يصعد معها لإحضار العروسة و بالفعل ذهبوا إليها و فتحت حميده الغرفة التى بها قمر و إذا بها تجدها تجلس على الكرسي و هى ترتدى فستان زفافها و كانت فى أجمل صورة كان وجهها مثل القمر يخرج منه نورا و دخل محمد. من وراء حميده حتى نظر لأخته ثم قال بسم الله ماشاء الله أجمل عروسة فى الدنيا ثم قال لها هيا لتكوني فى إستقبال عريسك و لكنها لم ترد و لا تتحرك و اقترب منها فوجدها قد صعدت روحها للسماء و هنا تعالت صرخات حميده لقد ماتت إبنتها و رفيقة عمرها ماتت من كانت تملأ دنياها نورا و انقلب الفرح إلى حزن و تعالت الصرخات بدلا من الزغاريد و عم الحزن الحارة بأكملها و كانوا يودعونها و هم يقولوا وداعا عروس الجنة أما حميده فقد كسرها الحزن و أصبحت جالسة فى غرفة قمر تحدث صورتها و كأنها تسمعها و ترد عليها و كان من الضرورى أن يسلم عاطف نفسه لأداء الخدمة العسكرية أما محمد فكان لا يكف عن البكاء على قمر فهو كان يعتبرها إبنته و ليست أخته و ظل الجميع فى حزن عميق و مرت الأيام و بدأت الحياة تسير كما كانت إلا حميده فهى لازالت تعيش فى هو صدمة موت بنتها و مر سنة على وفاة قمر و أغلقت حميده الدكان و أصبحت حبيسة البيت تعيش على ذكرى زوجها و بنتها و انتهى عاطف من الخدمة العسكرية و التحق بعمل جديد و قالت حميده فى نفسها لابد من زواج أولادي و طلبت منهم أن يختار كلن منهم عروسة مناسبة له وافق محمد و بدأ يبحث عن عروس مناسبة أما عاطف فكان يفكر فى السفر للعمل خارج البلاد و بعد مرور وقت قصير وجد محمد فتاة طيبة القلب و تقدم لخطبتها و بعد عدة شهور قليلة كان الزفاف و بعد الزفاف سافر عاطف كما كان يريد لكن حميده كان مستائه من سفره لكنها وافقت و كانت حميده تعامل منال زوجة محمد بكل ود وحب و كان عاطف يتصل من وقت لآخر حتى يطمئن عليهم و بعد مرور عدة أشهر وضعت منال مولودها الأول و كانت أنثى و هنا قرر محمد أن يسميها قمر و خاصة أنها تشبه أخته فى ملامحها و أصبحت حميده لا تفعل شيء فى حياتها إلا أنها تحمل قمر الصغيرة و ترعاها و بدأ الفرح يدخل فى حياة حميده من جديد و مرت سنه على ولادة قمر و أصبحت الطفلة متعلقة بجدتها أكثر من أمها و فى يوم كان عاطف يتصل عليهم حتى خبرهم أنه تعرف على فتاة مصريه عن طريق والدها و هو يعمل معه فى نفس البلد و أنه ينوي الحضور آخر الشهر لإتمام الزواج و يكفي اليوم غدا نكمل
الكاتبة / هناء البحيرى
تعليقات
إرسال تعليق