النرجسية في كتاب آي الحكيم.. بقلم الكاتب/محمد الدليمي
النرجسية في كتاب آي الحكيم :
النرجسية التي فقدت من تاريخ الانسان العربي منذ خمسينات القرن الماضي ، والذي نعيشه اليوم هو ظلها الذي يحوم في خواطر الانسان ، وذلك المبدأ الذي قامت عليه هو ما أن جاءت الأنوار الظلامية إلا واختفت النرجسية الحقه أمام تلك الظلامية ؛ وقد رأينا ذلك بأم عيننا ما يحدث في العالم من مواقع ودول عدة منها هزمت ومنها ما تنتظره من الويلات إلا إنها لم تسقط في بئر الظلام كما سقطت الشعوب القديمة مر بها التأريخ كأنها لم تذكر .
النرجسية التي جاءت بها الكتب المقدسة هي الحقيقة التي لابد أن يقام لها الدروس والتوعية ؛ سأذكر هنا بعض النواحي التي ذكرت في الكتب المقدسة وسنرى أمرا نرجسيا انقلب من الحقيقة النورانية الى ظلام دامس طريقه طامس وهي لفظة اليهود والنصارى في القرآن الكريم التي ذكرت بشكل مكثف وكذلك ذكرت بهذه الكثافة في التوراة والانجيل وهو أمر محتوم ، قال تعالى ( إذ قال الله ياعيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون ) ٥٥ آل عمران ؛ ( وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ) ضعها بين عينيك ، قال تعالى ( وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا أؤلئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب ) ١٩٩ آل عمران.
لكن المعنى الموجود عندنا اليوم هل هو نفسه في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي زمن صحابته الاخيار ؟ بالتأكيد كلا .
ومن هنا نبتدأ بيت القصيد اليهود والنصارى هم ليس اتباع موسى وعيسى عليهما السلام بل هؤلاء قومان من المحرفين الموجودين في جميع الديانات السماوية ؛ هم موجودون في دين موسى عليه السلام - يهود ونصارى - يحرفون الكلم عن مواضعه وفي دين عيسى عليه السلام ايضا موجودين - اليهود والنصارى - يحرفون كلام الله وينشرون العداوة والبغضاء بين الناس وكذلك هم موجودون في دين الاسلام ، لنشر الظلام والعداوة والبغضاء بين الناس ، قال تعالى ( ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ) ٧٥ آل عمران ؛ ولو تتبعنا الآيات الكريمة التي يذكر فيها اليهود والنصارى وتدبرناها كما أمرنا الله سبحانه لفهمنا النرجسية التي وضعها سبحانه في جميع كتبه العظيمة وستخلد الإنسان بقيمته العليا بين مخلوقاته سبحانه ، فنقول اليهود والنصارى - اتبعوا موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام، من أجل خراب الدين - هما قومان يعملان على الضلالة ؛ فينشران العداوة والبغضاء بين الناس ، لا يهمهما من أنت ولكن الذي يهمهم ما ترتكز عليه من منصب أونفوذ ؛ هاتان المعضلتان نبهنا عليهما كتاب الله ورسوله الأمين صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ، قال تعالى ( كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين ) ٨٦ آل عمران ؛ وقد اختلط هذا النسل العفن في المجتمع العربي برمته وهم من الأعراب ، أي ليس بأصل عربي فيهم ، أعمالهم معروفة ، في زمن قوة الدين اظهار البدع ، التمسك بالعادات والتقاليد السيئة ، النفاق الذي يخلد مجدهم بين الناس ، يقومان بنشره وفق مكر وخبث عجيب ، لا يخافون اللومة ،ولا يضيقون من محبس ، ولا يرضون بالعدل حتى تقام الفوضى .
هؤلاء الإسمان خلدهما سبحانه في كتبه السماوية ، وجعل لفظهما من ألفاظ المعاني ؛ وذلك لتغير اسماءهما لطيلة عهد الإنسان على هذه الأرض . وألفاظ المعاني هي الألفاظ التي تتخذ صفة لعمل ، أو لشخص ، أو لقوم ، فهنا كانت اللفظة برونقها تصف عملا لهؤلاء البغاة ، وكذلك هي صفة لشخص ، وكذلك هي صفة لقوم ، وهذا من عجيب آياته سبحانه ؛ فنقول اليهود بمعنى الذين ألتحقوا بموسى عليه السلام وهي صفة للذين هادوا من قوم موسى عليه السلام، فمن تمثل بذلك ولا يطبق أحكام الدين وأراد الفتنة للناس فهذا الشخص أو القوم هو من يتصف باليهود الذين يتخذون الدين سلعة للفتنة . فيعملون على تحريف الآيات ، قال سبحانه يحرفون الكلم عن ،أو من بعد مواضعه والكلم هو كلام الله سبحانه فيه معاني شتى لا تستطيع حصر الكلام في معنى واحد ، قال تعالى ( وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ) ٧٨ آل عمران ؛ فيأتي اليهودي المتمثل بالضلالة في دين موسى أو عيسى أو محمد عليهم أفضل الصلاة والسلام ؛ فيبدأ بتحريف الكلام على غير قواعده اللغوية ؛ فيقول هذا ما أراده سبحانه لكم فما أنتم فاعلون !؟ هنا كنت ومازلت أقول النص الشرعي لا يقرأ على فكر الفقيه أو المستنبط وإنما يقرأ على قواعد لغوية بحته ويرى فيها العلماء أيهما أفضل للناس يأخذوا بها وهي وصية الله سبحانه وفرضه على العلماء أن يأخذوا بأحسن الحديث ، وقال سبحانه فيهم ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) .
هذا تفصيل للفظة اليهود الذين اتخذوا الدين هزوا لمأرب الفتنة .
أما النصارى هم كذلك لفظة من ألفاظ المعاني تتغير اسمائهم في حياة الإنسان وعهوده على الأرض ، ولكن الصفة التي يلبسونها لا تتغير فهي ملازمة لهم ولعملهم المحتوم . هم ينصرون أخوانهم من اليهود الذين اتبعوا الدين من أجل أفساده لا طاعة لله ، فيبدءون بالصرخة والصيحة لمجد الدين لأخوانهم اليهود الذي ينتجون البدعة والتحريف ، ليضلوا بها الناس ويخرجونهم عن الطريق المستقيم .
تقول العرب : ما بين الجنة والنار خيط رفيع ؛ فذلك الخيط هم اليهود والنصارى الذين يحوكون المؤامرات على الديانات السماوية من أجل أخراج اتباعها منها ، وهكذا هي افعالهم منذ القدم وإلى يومنا هذا وإلى قيام الساعة ؛ لا مبدل لكلمات الله ، قال تعالى ( قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون ) ٨٤ آل عمران .
كلمة اضطرارية لابد منها؛ قال تعالى ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب ) ٧ آل عمران ؛ سنعقد تفسيرا خاصا بالآية الكريمة في المرة القادمة ، ألا ما يهمنا هو المتشابه الذي يظن الباحث في آياته سبحانه ، وإنما هو في تداخل ألفاظ المعاني عند عملية التأويل ؛ يحثنا سبحانه على الجهد الحقيقي في كشف الحقائق ، في البحث اللغوي، والراسخون في العلم يقولوا آمنا بالبحث اللغوي الذي جاء من قواعد اللغة وأحكامها، بما إن اللغة من عند الله فهي كذلك احكامها وقواعدها كل من عند الله القرآن واللغة وقواعدها .
ملاحظة : إين ما تجد لفظة اليهود والنصارى بلفظ الذم فأعلم إنهم المغضوب عليهم والضالين.
مقتطفات من كتابي اليهود والنصارى في الكتاب والسنة .
تعليقات
إرسال تعليق