جولة في حانات المطر.. بقلم الشاعر/توفيق النهدي

 ...... جولة في حانات المطر.......


مَطريّةٌ بُنيّة الغطاء.. 

مطرٌ يُداعبُ ورقاتًا بلونِ الشجر،

مَلمسًا طريّا لحذائي الأسود بنصف طول..

بردٌ مُريحٌ لا يَدعَهُ معطفي الدّاكن الطويل، والشالُ الصوفي المتين، أن يتسلّل إلا لوجهي فيزيده إحمرارا..

مصابيح الشارع الطويل وفيّةٌ لزائريها 

تحرس، تراقب سيرهم البطيء المبتهج.. 

توقفني إحداهن تسأل عن وجهة أو عن المقهى القريب.. 

تسرّني إبتسامة شكرها وهي تودّعني.. 

موسيقى بلحن السماء وعطر المساء..

أضواء الحانات والمطاعم خافتة لكنّها لافتة 

الحب في كل ركن والقهقهات..

عطرهُّن وضحكاتهن ترسم خطّ سيري 

حتى تقع عينينا على بعض..

أتبّع إلتِفاتَتِها بين الحين والآخر.. 

تَأمُرني ضحكتها الماكرة أن أدخل وراءها إلى الحانة..

أستَجيبُ جلوسا أمام طاولتها..

نظراتنا تزداد، إبتساماتنا تزداد..

ما أحلى موسيقى العيون.. 

خجلي والعَزُول يمنع الوصول..

وكأن النادل أدرك ارتباكي

أسعفني بكأس وآخر..

سيّدتي تسمحين لي بالرقص، 

نعم بكل سرور..

كانت يداي تحضن خصرها..

يداها على كتفي..

إستيقظت صباحا وهي بين يدي.


توفيق النهدي 

أبو أديب

تونس



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أساطين البيان..حسن علي علي

لا تهمني.. بقلم الشاعرة/ميساء مدراتي

مدينتي قلعة سكر....بقلم الشاعر السيد داود الموسوي

احبكِ...بقلم الشاعر موفق محي الدين غزال

سرابيات....بقلم الشاعرة هدى المغربي

مالو.. بقلم الشاعر/سامح الجندي

التلوث اللغوي في عوالم الأدب والفكر، بين الأثر المدمر والحلول الممكنة...بقلم الصحفي حيدر فليح الشمري

ارقصي معي....بقلم الشاعر حسن الداوود الشمري

هل يغار القمر....بقلم الشاعر علي غالب الترهوني

لا تغضبي....بقلم الشاعر أسامه مصاروه