قبل الحنين.. بقلم الشاعر/حسن أحمد فلاح
قُبَلُ الحنينِ
وأنا أعدُّ هزيجَ قلبي في المدى
كي أشربَ الكأسَ
المعبّقَ بالنّسيمْ
وهواءُ عشقي يدخلُ الأرضَ
التي تحيي عناقيدَ الأديمْ
فأنا أحبّكَ يافتى
في كلّ يومٍ يستريحُ الفجرُ
من غبشِ السّديمْ
وصباحُ أرملةِ النّدى
يهدي إلى العشّاقِ
أوردةَ الهشيمْ
يتعرّى وجهُ الليلِ
من خزفِ اللظى
وأراهُ في الحلمِ غريباً
يبلسُ الاشواقَ
من زغبِ القسيمْ
والظّلُّ ظلّي يُدْخِلُ الأنفاسَ
في حضنِ الضّحى
لا شيءَ إلّا رايةً أخرى
على وجعِ المنافي
في الهزيمْ
وعلى فضاءِ الوقتِ يحتبسُ
المدارُ على مسارِ الليلِ
من تبرٍ قديمْ
غزلٌ يهنّدُ رحلةَ الأقمارِ من
لججِ المنايا في رداءٍ
كي ينامَ الفجرُ
فوقَ أجنحةِ الحميمْ
وعلى رمادِ العينِ
تنمو وردتينِ في الفلا
كي تحرسَ الأشواقَ
من جمرِ الجحيمْ
وأطيرُ من خصرٍ لخصرٍ
في المدى
أحمي سوارَ الارضِ
من سقمِ الانينْ
شجري يغنّيهِ الصّدى
للرملِ من رحمِ الحنينْ
فأنا أحبّكَ يا فتى
كي تحملَ الأحزانَ
من رملٍ وطينْ
وانا أمازجُ شهوتينِ
على رصيفٍ يرتدي ثوباً
من الغيمِ المحنّى
من رغيفِ الخبزِ
في أمدٍ وحينْ
كم مرّةٍ يحيا بريقُ الشّمسِ
من حبقِ الثرى
يدمي غصونَ الارضِ
من زيتٍ وتينْ
ورغيفُ خبزي
تذرفُ الأقمارُ
منهُ دمعتينِ على رمادِ
الطّلِّ من مُزَقِ العيونْ
وتنازعَتْ عينايا من رملِ البحارِ
قصيدتينِ من النّوى
يتلوها شاعرُنا المحنّى
من ضريحِ الليلِ
في صلدٍ ولينْ
وهناكَ في رمدِ الثّرى
تنمو شقائقُ عشقِنا كالوردِ
في حقلٍ حزينْ
وأنا ( تشهّيتُ الطّفولةَ )
في المدارْ
كي أحتمي
من عتمةِ الليلِ المحنّى
من لعابِ الشّمسِ
في وضَحِ النّهارْ
وانا هناكَ على
غمامَتِنا الوحيدةِ
أرتدي ثوباً جديداً
من تناهيدِ الدّيارْ
ووعدتُ عنقَ حبيبتي
في قبلةٍ
كي ارتدتي من خصلةٍ للشّمسِ
أشعاراً ونارْ
هي أرضُنا
أجثو إليها كي أقبّلَ تربَةً
تحيي رمادَ الليلِ
من هوجِ البحارْ
وأنا أحسُّ عجينةً من وجنتيكِ
في المدى
كرغيفِ خبزٍ يحتسي لبناً
منَ التّنورِ يغزلُهُ المحارْ
لاشيءَ يوجعني سوى جمرٌ
من الإعصارِ يقبضُ ساعديهِ
إلى رمادٍ من حجرْ
كي يرتدي قفّازتينِ منَ السّماءِ
على جناحٍ
ينحني للظلِّ من قطرِ السّحابِ
على جفونٍ تحتسي من جمرةِ
الأقدارِ خبزاً من مطرْ
وأنا أقبّلُ وجنتينِ منَ الصّباحِ
على بساطِ الرّيحِ
كي أنمو على جذعٍ منَ الأشجارِ
يعصرني القدرْ
وهناكَ أحضنُ وردتي الأولى
على جذعِ النّخيلْ
أجثو على سهلٍ يمزّقُه الرّدى
كي أدخلَ الآنَ إلى شعرٍ لوردَتِنا التي
تنمو رويداً في الجليلْ
أجثو إلى رملِ الثّرى
كي أحتمي في ظلِّ بحرٍ
يرتدي من عقصةِ الشّمسِ رداءً
من تجاعيدِ الأصيلْ
وهناكَ أجثو مرّةً أخرى على
قدمِ التّرابْ
كي أعبرَ الجسرَ المحنّى من
رمادِ الأرضِ في سحبِ الإيابْ
وعلى ضلوعِ الجسرِ ألقي
خصلةً من شَعْرِ أمٍّ
ترتدي وجعَ المنافي
من لظى الأشواقِ
كي تحيا على قمرٍ يُهَدهدُ ليلُهُ
المسجورِ من حبلِ الغيابْ
وهناكَ تجمعني رمالُ الأرضِ
كي أحيا على طيفٍ لأمٍّ أخبرتني
عن خلودِ الطّقسِ
في جمرٍ يحنّيهِ الضّبابْ
سأنامُ يوماً عندَما أجثو على
جذعِ النّدى
كي أغسلَ الأحزانَ من رمقِ اليبابْ
وهناكَ أحتضِنُ المدى
لأمدَّ غصناً منَ الأغصانِ
يحملُني إلى ضريحٍ يحتمي
في وردةٍ
وقفتْ على أطرافِها
أمٌّ تودّعُ من لجاجِ البحرِ
أسرارَ المنافي من عصافيرٍ
تعانقُ عشقِنا
بينَ الزّوابعِ من أعاصيرِ السّحابْ
لاشيءَ يغسلُ قامتي إلّاكَ
يا فجرَ المنايا عندَ مقصلةِ العذابْ
فأنا أحبّكَ يا فتي
كي تستريحَ على جفونِ الأرضِ
من رمدِ اليقينْ
وهناكَ أحتضنُ الفتى
كي يرتدي ثوبَ المنايا
من رمالِ العشقِ
في غضبِ المخيّمِ
عندما أجثو إلى
دمِنا المحنّى من لعابِ الأولينْ
أجثو ويتبعني النّدى
كي نلتقي فوقَ التّرابِ
على هزيجِ الفاتحينْ
وهناكَ نرملُ عندَما يزجي الصّدى
صوتَ التّحدي في جنينْ
وهناكَ نلقي وردةً
في حضنِ أرضٍ تزدهي
كي نحرسَ الأرضَ المقدّسةَ التي
تحيا على وهجٍ من الأقمارِ
كي نحيي صراعاً آخراً
وهناكَ يرتجفُ المخيّمُ مرتينْ
كي يلتقي العشّاقُ مع نجمٍ يعانقُهُ
ترابُ الأرضِ في قُبَلِ الحنينْ
شعر حسن أحمد الفلاح
تعليقات
إرسال تعليق