أيام الغضب.. قصة بقلم الأديب/د. محمد المصري
أيام الغضب..!!
*******
قبل أن تشرق شمس يوم جديد..علي تلك القرية النائية .
في يوم من أيام الشتاء شديد البرودة. لم تشأ المرأة العجوز أن توقظ إبنتها الوحيدة في ذلك اليوم شديد البرودة..وتركتها تحت الغطاء الممزق والذي يقيهم من برد الشتاء القارص.
انسلت من جانب إبنتها في هدوء حتي لا توقظها من نومها بعد عناء عمل يوم طويل..
اتجهت صوب جموستها وقامت بحلبها بعد أن قدمت لها حزمة من البرسيم..فرغت من حلب جموستها وجمعت بعض الحطب واوقدت النار لتحضير طعام الافطار.
مرت الدقائق بطيئة الي أن استيقظت ابنتها..
صباح الخير أمي
يسعد صباح بنيتي.
تناولو بعض اللقيمات القليلة..وتناولوا أكواب الشاي..وبدأ الصراع
اليومي..انصرفت فاطمة حيث كانت تعمل في الحقول القريبة في جني المحاصيل الزراعية..
جلست الأم واضعة رأسها بين راحتيها واستغرقت في فكر شدها
أزمان لحقبة مضت من العمر..بعد أن فقدت الزوج والولد. لم يتبقي لها سوي فاطمة .فتاة جميلة في مقتبل العمر..حطمها الفقر وعاندتها الأقدار وتمسكت بالفضيلة شأنها شأن فتيات من أهل القرية..وعاشت تحلم كأي فتاة أحلامها الوردية.
كانت تعود اخر اليوم منهكة القوي. ولكن كان لبد أن تتمتع بالصبر من أجل امها العجوز التي عانت الكثير بعد وفاه والدها ثم أخيها.
فاطمة شابة جميلة في العشرينات من عمرها تتمتع بجمال نادر
رغم الفقر والعوز تحدت أقدارها وبقيت علي عهدها من العفة والشرف. ويبدو أن لأقدارها رأي آخر. فحينما تتجمع الحظوظ السيئة والاقدار المعاندة. وتنعدم الفضيلة وتعم الرزيلة..
هكذا كانت فاطمة..في إحدي الامسيات وهي عائدة من عملها
وسط زراعات القصب إذ إعتراض طريقها أحد الشباب الماجن
وإبن أحد كبراء القرية. راودها عن نفسها ..أبت وقاومت بعنف واستبسال. عاجلها بلكمة افقدتها الوعي.
قامت المسكينة وهي في حاله إعياء شديد..تجر أذيال الخزي والعار..
نامت ليلتها وهي في حيرة من أمرها..تري ماذا أفعل. ؟؟
من يصدقني ويقف في وجه هذا الأفاق وابن أحد كبراء القرية،؟
لم يغمض لها جفن تلك الليله واستدارت بعيدة عن حضن أمها حتي لاتشعر أمها بدموعها المنهمرة.
ويبدو أنها قررت شيئا..
التقت بذلك الشاب ورجته أن يعقد عليها خشية الفضيحة والعار
تنكر الشاب الواقعة وسخر من فاطمة ووعدها بتنفيذ طلبها أذ التقت بة في مساء الغد.
كان الشيخ الكبير صاحب زراعات القصب يرقب المشهد في الخفاء..لكنه فضل السكوت خوفا من والد الشاب فهو شيخ كبير لا حول له ولا قوة.
في مساء اليوم التالي توجهت فاطمة حسب الموعد فربما يفي الشاب بوعده..
التقيا وعبثت بهم الأقدار....لم يفي بوعده..وعاشت فاطمة تحت رحمة هذا الشاب الماجن.
مرت الأيام وأحست فاطمة بالكارثة المفجعة..الجنين يتحرك في احشائها..ستوصم بالعار وتبقي أمام أهل القرية بالساقطة..وأمها العجوز..دارت بها الظنون..وصارعت أفكارا تباينت بداخلها صراعا
يحثها علي الهروب وأما الانتحار. وأما الانتقام..
دار الصراع وهي في حالة هيستيريا متفاوتة بين تلك الرغبات المحمومة
وكان ذات مساء..وبعد مرور عده أشهر وبعد هروبها من القرية حتي لا يفتضح أمرها..
الشاب مدرج في دمائه وسط القرية والصراخ ينطلق من عدة جهات..
الشيخ الكبير جالس وسط زراعاته..اقتربت منه فاطمة وهي تترنح في مشيتها..علي كتفها وليدها وباليد الأخري سكين كبيرة
سقطت مغشيا عليها ..تناول الشيخ الوليد بين ذراعيه
وانصرف تاركا مصيرها لقدرها المحتوم.
*********
محمد المصري
تعليقات
إرسال تعليق