من أسئلة النقد،البحث عن الجمال والقبح ...بقلم الكاتب مطفى حامد جاد الكريم
من أسئلة النقد
البحث عن الجمال والقبح
.
الناقد يحاول أن يجيب على عدة أسئلة
ومن اهم هذه الاسئلة
هل العمل الادبي جميل؟
ما هي درجة جماله؟
جميل - جميل جدا - رائع
وهو يجيب على هذين السؤالين باحساسه
ثم ينتقل إلى السؤال
لماذا هو جميل؟
والسؤال هنا موجه إلى عقله
ولكي يجيب على هذا السؤال يحتاج إلى الإجابة على سؤال أوّلي
ما هو الجمال؟
وحيث أن الإجابة على هذا السؤال صعبة
فإن معرفة اسباب الجمال صعبة
وخاصة أن الجمال نشعر به بصورة كلية مركبة
والنظريات النقدية تحاول استخدام العقل للإجابة على هذه الأسئلة الصعبة
فالجرجاني وضع نظرية النظم
وقال ان سر جمال النص يكمن في نظمه بكيفية معينة
وحاول أن يستخرج خصائص النظم الجميل
كالتقدبم والتأخير والحذف
لكنه لم يفسر لماذا طرق النظم هذه تؤدي إلى الشعور بالجمال
اي انه قطع نصف الطريق
ونظريات مثل البنيوية والتفكيكية لا تختلف كثيرا عن نظرية النظم
فهى تحاول تحليل النص إلى عناصر مع بحث دور كل عنصر في تحقيق جمال النص
وهي ايضا لا تجيب على سؤال لماذا هذا العنصر يجعلنا نشعر بالجمال
والمشكلة اننا نستخدم عقلنا في محاولة فهم الشعور
وعلم النفس وصف المشاعر أو أطلق غليها اسماء
كالشعور بالغضب أو السعادة أو الجمال
لكنه لم يفسر تلك المشاعر
ويمكننا أن ندخل إلى المسألة من منظور آخر
هل العقل قادر على صنع الجمال؟
جميع الناس لديهم عقل
لكن الموهوب فقط هو الذي يصنع الجمال
إذن نشاط الموهبة غير نشاط العقل
او هي نشاط عقلي خاص
يختلف عن نشاط العقل العادي الذي يمتلكه الجميع
وهذا النشاط العقلي الخاص يمكنه التعامل مع الجمال
وجميع نظريات النقد تستخدم العقل العادي لتفسير جمال النص
ولذلك لا تصل الى حل لغز جمال النص
ولعل الاسهل على النقد أن بكتشف مواضع القبح في النص
لأن مواضع القبح تثير عند الناقد الشعور بعدم الارتياح
وعادة يقترح الناقد إزالة أو تغيير مواضع القبح
وأحيانا يقول الناقد أن ذلك العنصر لم بكن موظفا ب"براعة"
لكنه عادة ايضا لا يفسر تلك "البراعة"
بل يتركها ل"موهبة" الكاتب
والشعور بالجمال يختلف باختلاف الثقافة
سواء الثقافة بمعنى الاطلاع
أو الثقافة بمعنى خصائص شعب ما أو بيئة ما
فنرى مثلا غير المتعلم يميل إلى الألوان المفردة الزاعقة
بينما المتعلم يمبل الى الألوان الهادئة المركبة
ربما ذلك بسبب عقلية غير المتعلم البسيطة
وعقلية المتعلم المركبة
إذن فالتعامل مع الجمال شيء ذاتي
ولعل الناقد يمكنه فقط الاحابة على الاسئلة
هل العمل جميل؟
وما هي درجة جماله؟
وما هي مواضع القبح فيه؟
لكن لا يمكنه تفسير الجمال أو حتى القبح
ودرجة الجمال هي درجة تقديرية وليست قياسية
اي لا يمكنه وضع رقم لتحديد درجة الجمال
اما الدرجات التي يعطيها الحكام في المسابقات الأدبية فهي درحات مقارنة لترتيب الأعمال
وجميع النظريات النقدية حتى الآن هي محاولات واجتهادات
ولا تؤدي إلى أحكام جمالية موضوعية علمية
والله اعلم
تعليقات
إرسال تعليق