لحظات....بقلم الشاعرة سرى شاهين
لحظات
على بابِ اللحظاتِ يقفُ حاملاً لحظاتهِ الجميلةِالتي اختصرَ بها سنين عمره ، يقفُ ذابلاً يائساً من أن تزيدَ عليها
لحظةً جديدة..
فهاهم سارقو اللحظاتِ ،يغتالونَ منهُ لحظاتهِ القادمةِ ،
يغتالون منهُ انتظارهُ يغتالونَ منهُ أحلامهُ .
ويُحاصرون بأرائهم اختياره ، ويفرضونَ اختيارهم عليهِ..
وعلى ابوابِ الثقةِ ، تضيعُ
ثقته ، تضيعُ ثقته بكلِّ الاطراف ..
ويَبثُّ للشريكةِ آخر كلماته:
/ لأنني أحبكِ ..لأنكِ حياتي أنا بِانتظاركُ دائماً/
ومازالَ يملأ فراغَ انتظارهِ برمادِ الذكرياتِ ، وألبوم الصورِ ، وبعض الرسائلِ التي بدأت تتهرأ اطرافها.
يحاولُ إشعالَ بصيص الأملِ الذي تُطفئهُ رياحهم كل يومٍ.
لقد كنّا في الماضي عاشقين ، تحدَّث النّاسُ عنَّا بغرابةٍ كبيرةٍ
عن مدى حُبنا الذي يجمعنا ، عن مغامراتناوتحدياتنا..
ماذا حدثَ ياحبيبتي ؟!
هل مصير الأشياء دائماً الزوال بحزنٍ ؟!
هل فقدنا المكان حين فقدنا الإختيار
أم أننا فقدنا الإختيار عندما أخطأنا الزمان؟؟!
أم أنَّ الإنسان الضعيف القابع في داخلنا يصحو عند هبوبِ أوَّل نسمةِ يأسٍ علينا ؟!..
عندما يصحو هذا الإنسان القابع فينا نقفُ حائرين
أمامَ أيّ تنازلٍ سنقدمهُ حتى نجد البديل .
أيّ قربانٍ سنقدمهُ لآلهتهم حتى نأخذ بركاتهم على البديل ..
أيّ نفوسٍ ضعيفةٍ نحنُ.. أيّ اشلاءٍ تافهةٍ نحن.
أنا حزينٌ ياحبيبتي..حزينٌ على اللحظاتِ الجميلةِ التي قضيناها ، لأنّ اطرافها بدأت تتجمدُ من بردِ هذا الزمن الخائفِ. ، الذي ورثَ خوفهُ من تراثنا نحن ، من أصالتنا وعراقتنا ، من خوفنا نحن..
ويبقى السؤال الشائك :
هل كنّا نستحق هذه اللحظاتِ ؟ أم اننا الآن لم نعد نستحقها ؟
ربما لدينا بعض الوّقت لنصلح ما تهدم بيننا وبين القدر ،لدينا الوقت حتى نبني قدراً بحجم أحلامنا الصّغيرة ..
لدينا الوقت لنكون أهلاً لهذهِ اللحظات ..
لا أُريدُ أن أندم على دفني، لا أريد أن أستسلمَ لليأسِ ، لأنني أشعر بالذنبِ تجاهكِ واتجاهها .
هناكَ صوتٌ غريبٌ يناديني ، يُشبه الصوت الذي همسَ في أُذني حين رأيتك ِأوَّل مرةٍ ، يناديني الآن ..تقدم أيُّها الضعيف..تقدم.
مازالَ لديكَ الوقت لتفعل شيئاً ما...
حبيبتي..أريدُ أن أفعلَ شيئاً.، أُريدُ أن أعيشَ
لا أُريد أن أدفنَ نفسي تحتَ أقدامي ، لا أُريد أن
أفقدَ بالآلامِ لذة آلامي،
لا أريد ان يضيع انتظاري هكذا ، لا أريد أن أكونَ بدونكِ خيالاً يتقاذفهُ النُّورُ من جدارٍ إلى جدار..
مازالَ لدينا انا وأنتِ أشياء كثيرة نُضحي بها ..
أعرفُ أنَّ التَّضحية يلزمها الرغبة والدافع ، والرغبة والدافع موجودان بقوةٍ ولا يلزمنا سوى بعض الإصلاحاتِ لأنفسنا المتعبةِ ..
كانت نجمات الصبح تهمسُ لهُ بأنَّ النّهار بدأ يزحفُ بإتجاهها ، حين كان يُصَنفَ لحظاتهِ في دفترِ ذكرياتهِ ، لِيُعيدها إلى صندوقهِ القديم تاركاً البابَ مشرعا لِتساؤلاتهِ
لتدور في رأسهِ المُرهقِ ، فلربما وجدَ النوم طريقاً إلى عينيهِ ، بعدَ ليلةٍ موجعةٍ قضاها مع لحظاته
سرى شاهين
سورية
تعليقات
إرسال تعليق