أنت عمري.. بقلم الأديب/د. محمد المصري
أنت عمري
*********
دوما مايشدنا الحنين وبصورة غريبة لأيام الزمن الجميل
شئنا أم أبينا..دوما ما تشدنا الذكريات لتلك الأيام ففي عام ١٩٦٤
كان اللقاء ..لقاء السحاب كما أطلق عليه الكاتب مصطفي أمين
لأنه جمع بين ثلاثة من كبار العمالقة من ناحية..ومن ناحية أخري بين قطبي الفن ولأول مرة في ذلك الوقت.
احمد شفيق كامل..محمد عبد الوهاب ...ام كلثوم في رائعة أنت عمري..لم ينتهي الموقف عند هذا الحد بل امتد سنوات وسنوات
في تلك الأمسية الرائعة والتي جمعتني بلفيف من الاصدقاء
والتي طالما جمعتنا أمسيات عديدة لكنها ربما تختلف هذه المرة
لوقعتها الطريفة والجميلة.
كانت ليلة صيف جميلة من أيام شهر يوليو الحاره فاتفقنا ان نسهر في إحدي الأماكن الخلوية وبعيدا عن العمران فاتفقنا علي نذهب
الحقل الذي كنا نمتلكة في يوم ما.
تحت شجرة الجميز وكان الوقت بعد العشاء والجو يكاد يشتعل من شدة حرارة الجو افترشنا الحصير وجلسنا وما لبس ان حضر أخي الصغير ومعه كمية الحطب وأشعل النار وقام بشي كيزان الذرة..بعدها قام بعمل الشاي علي الراكية ونحن نتجازب أطراف الحديث في أمور شتي. مر الوقت بطيئا..وهنا اقترح أحد الأصدقاء أن نلهو بلعبة فريدة في ذلك الوقت.
شح اللعبة في إيجاز سريع تتلخص في الاتي.
علي أنغام اغنية ..أي أغنية في الراديو الكل يصمت وينصت للأغنية وما أن تنتهي الأغنية يتم سؤال كل واحد منا في اي شئ كان يفكر أثناء الأغنية.
كان معنا راديو ترانزستور صغير وتم فتح الراديو وكان لحسن الحظ اغنية انت عمري لأم كلثوم..الكل لاذ بالصمت..وكل أخذ اتجاه..وعاش مع الأغنية الي أن فرغت تماما ..
وهنا كانت المفاجآت...وقام مقترح اللعبة بتوجيه الأسئلة
فيم كنت تفكر؟ والي أي مدي سرحت بخواطرك؟؟
تقريبا معظمنا كانت الإجابة واحدة وإن اختلفت في الرؤية
انه الحب ..نعم الكل عاش مع كلمات الأغنية وهي تدغدغ المشاعر والأحاسيس.
رجعوني عنيك لأيامي اللي راحو...علموني أندم علي الماضي وجراحه.
الكل اطلق تنهيدة علي ذكري أول حب عاشه..وكيف كان اللقاء الاول...ومني وكيف انتهي هذا الحب.
كلنا انتابتنا لحظه استرخاء عجيبة ولم نقوي علي الكلام..وبقينا في حالة صمت مريب.
لم نستفيق الا علي صوت الساقية القريبة وهي تدور لري الارض
وصوت الضفادع وهي تنقنق من الترعة المجاورة.
نهضنا وقررنا أن لا نعاود علي ممارسة تلك اللعبة العجيبة
**************
محمد المصري
تعليقات
إرسال تعليق