زمن الأعراس الغابرة.. بقلم الأديب/محمد محجوبي
زمن الأعراس الغابرة
. ...
من وليمة دافئة دافقة مقمرة الى وليمة سابحة منتشية على أشرعة الحب زغاريد الانتماء تعكسها مرايا من عنفوان النعناع ومن خبايا يانعة القرنفل تناعس أمواجنا المسبوكة الأماسي على إيقاعات سحرية من طقطوقات ثملت بها النسائم .
فقد كان العرس طقس حمام تلهو به خمائل المتوهجين بزمانهم ليشيع الحكي على هطول الغناء الشعبي يلامس أوعية الشجر الراقص ، فضاءات متخمة الخضرة تضخ زلال الماء المنتفض من سكرات ظلال تجاذب مشيميات القلب بين شيخ متقد الحياة وطفل متحد الدلال
كنا على أعراس ترفل بنا قمصانا وفساتين في بذخ هواء يولول أعراسه بفصيح الوجد وعميق السهاد على فتوة موسم متغلغل في نبضات الطين . والديار كانت ديارا تهتف في أغوارنا رونق الأشعار .
مخضرة تلك الأعراس التي قعدت أبجدياتنا الانسانية يبهر محتواها مملكة عصافير عتقت خلجاتنا البكر فلم يكن لزمننا الشاهق وسيطا سوى أنس الخيول على ترف النخيل يشغلنا بطيب الأعراس نكهة في بحر الذهول .
محمد محجوبي/ الجزائر
تعليقات
إرسال تعليق