مشاوير75.. بقلم الأديب/علي غالب الترهوني

 مشاوير 75…

————————

قالت المعلمة ليتحدث كل واحد منكم عن العطلة التي قضاها ..ليقول اي شيء ،هل كانت ممتعة ،في اي البلاد كانت لابد أنكم خرجتم من بيوتكم تبحثون عن الجمال لتمتلئ أرواحكم بالمتعة .وكنت أضحك من كلامها اي متعة هذه التي يحصل عليها بشر يعيشون علي رقعة طويلة من الماء المالح .وفي ذات اللحظة تذكرت استاذ اللغة العربية في مدرسة الخضراء الابتدائية عندما طلب منا نفس الطلب ..يومها تحدثت آنا عن تجربتي مع السحر وقلت لزملائي أنني اعيش بينكم وأنا في جوف ثعبان ،تماما كما قالت لي العرافة التي أحببتها .عرافة الخرمة ذات النذور ورائحة الجاوي الهندي .لكنني قررت الان ما اذا طلب مني الحديث سوف أبدآ من حيث انتهي بي المطاف الي هذه المدينة ..التزمت الصمت علي أجد في حديث من يسبقني نقطة أنطلق منها .تقدمت طفلة تشبه زهرة اليسمين .آنا ذهبت مع اسرتي الي الشرق .كانت محطتنا الاولي في بنغازي .استقبلنا صديق والدي الذي يقيم في منطقة الحدائق.كل الناس يشبهوننا تماما يرتدون القبعات الحمر والخاصات البيضاء التي يلفونها علي وأكتافهم كيفما إتفق ويعملون بتفان شديد .بنغازي عاصمة الشرق لذا فهي محاطة بسلسلة من الفنادق التي تحمي بحرها الذي تم ترميم مرساه .من جليانة وحتي اقصى الشرق في إتجاه توكره ووادي الكوف ..اطفالهم ودودين جدا ويحبون سكان الغرب ويحدون متعة في الاستماع لنا عندما نتحدث .وهم غير مقتنعين بعبارة .قاعد ما جاش..واجتهاداتنا في التفاسير ذهبت مع الريح ..

بنغازي تقع علي بضع صبخات يغطيها الملح ورذاذ البحر .وعشاقها كتيرون جدا .ولكن ماهالني ان جذور هؤلاء الناس كلها تعود للغرب الذي نحن فيه .ثم انطلق طفل في نهاية الفصل وكان قصير القامة ويبتسم قبل ان يتكلم .قال إنه من سكان الساحل .اكتري والدي دارة في منتجع حي الاندلس .قضينا عشرة أيام هي من أمتع الايام .كان الباعة يدخلون المنتجع في كل لحظة اشترينا الايسكريم والبريوش المغمور بالعسل .وملابس البحر كانت حاضرة في كل وقت .لكن كما تعلمون ان الكبار دائما يغدرون وصدورهم لا تتسع للجميع والبحر كان كبيرا .وقد ابتلع طفلين حملهما الموج الي صخرة علي بعد ميل ونصف من الشاطئ وبعد برهة بدأت حلقات الموج تتلاحق حتي وصلت اليهم وسرعان سلبت ترواحهما وصارا طعاما للحوت الازرق ..

طلبت من المعلمة ان تمنحني الفرصة لاقول شيء.وبما أنتي غريب وجدت كل الوحوه صاغية لما ساقول ..القيت نظرة خاطفة عليهم جميعا ..قلت آنا من ترهونة مدينة هي اقل ما نطلق عليها مدينة الملائكة 

————————

علي غالب الترهوني 

بقلمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سيف ودرع...بقلم الشاعر أكرم كبشة

كادوا للأمة الإسلامية...بقلم الشاعرة تغريد طالب الأشبال

وداعا يا حبيبي....بقلم الشاعر محمد السيد يقطين

احيانا،ودي ما تغيب الذكريات....بقلم الشاعر رضوان منصور

حوار شعري بين حبيبين.. بقلم الشاعر/م.صبري مسعود.

في هذه الحديقة....بقلم الشاعر نورالدين جقار

نثريات.. بقلم الكاتب/محمد حسن البلخي

تحت وطأة الدجى....بقلم الشاعر توفيق عبد الله حسانين

تهمة في مسالك التحقيق...بقلم الشاعرة مريم بوجعدة

يمضي الليل...بقلم الشاعر أبو روان حبش