بائعة المشاقر.. بقلم الشاعر/حسين الميرابي

"بائعة المشاقر"


على قارعة الطريق

محنطة تسترجي المارة 

"بائعة المشاقر"


بلهاء لو لم تكن ما توسلت لعابر 

وبغير مكان للشذى مردود وافر  


يممت وجهي نحوها

وشردت مبتسمًا 

"ماذا تريد ..؟" 

- لست ذأكر 

من أبدي لها ما بنفسي

نفس شاعر

تحنط جسدي هنا 

أما عن روحي مهاجر. 

أتظنني نُصبت وقفًا

أأرخصتني لمَا سَافر  

كلا. ما نفسك سولت  

"قد هِيِّه إلى المَنَاخِر" 

لا. لا. تبتاع ما لا تريد 

لا تسمِ هذا جبر خاطر 

إمضي بما أنت ضَامر 

ارحل الآن فضاضتي 

أما بعد .. ستغدُ باسر

لُعن ذا الزمان بأهله 

قد افتقروا للضمائر  

أجدَ من أبرح المكان 

وعينيك تبروزني سافل 

أبُوح بما خشيت به

ولو لم تحفظِ السرائر 

أيهمُ للدنيئة من يَصيغ  

من كتاب حياته خواطر 

محال يا هذي لكنني 

- هنا ..

سوى عالم التسالي

أجهل ولو الأمر ظاهر 

الحروف غير واضحة لي 

ما الصحف، وما المحابر..؟

 "ديزني" سر سعادتي 

دوماً "لسبيستون" نَاظر

بل لعالم ديزني أنتمي 

أنا الغبي بمملكة السنافر 

بل والقذر يا "شرشبيل"

فإياك لإبتلاعي تغامر 

ولا تنسى أمر"بهلول"  

كن لقطك الوفي زاجر 

إلم تصدقني سل الحياة 

أللرعاع أجبرتني أعاشر ..!؟

كلا. بني عمومتي 

بل اخوتي واحدٌ

مكسبنا والخسائر

فكيف لا أكون مثلهم 

-أشكو البؤس "ضاجِر"

-لا أعمل -لا أقرأ

- أريد دون ما أثابر 

-أندب ولا من فِعَال 

تركت الخصب قافر  

تبكيني الدنيا حظوظ

وأنا "دَبُوُّر" حظي عاثر

ومن أوبخ، ومن أعارض ..؟

على الحاكمين نوووور

-من لم يتفقد يذود أو يناور. 

وسأهمس لك وكما تشاء 

صَدق أو قل مجامل

وقد أغضبني جاهل 

لم يرَ حسن هندامهم 

بهاء الوجه واحمرار المشافر

لم يشتم يومًا عبقهم 

لم يفهم بالقماش، أفاخر ..؟

وتجرَى أن يسبهم

شنيع كسر الخواطر. 

لكنني لأجلهم صغت قانون 

نقد الولاة من أكبر الكبائر 

"لله الحمد" خلقني نادر 

من مثلي رقيق المشاعر

 وعلى كل حال صابر

كما قلبي بالإيمان عامر

أدركت لولاهم ذكري عدم 

وما كنت يومًا للجميل ناكر

"وبالحمد"جرحي طهور  

وسيغدو الحق ظاهر

ولطالما هذه عقيدتي 

بلا شك مستقبلي زاهر

واللوعة التي تنتابني

حينما أعزم أسافر 

يلاشيها دعاء المسافر 

هي الوعورة تخيفني 

- هنا .. لكن. 

ليت وهم يفتحوا المعابر

وأكثر منهم لا أمارس طقوس 

ولا أعرف معنى كلمة شعائر ..؟

وإن تراءيتنيُ مكفهرٌ  

فلا تظن أني ثائر

أسهر لياليها والنهار 

ما مثلي بالأوراق ماهر  

فليلاعبني أمهر ضمير 

أقسم أنه للرهان خاسر

تلفت أنظار الأحياء ابتسامتي

كيف له والسواد لون المحاجر ..؟

وحتى مخالبي يا بائعة الشذى  

التهمتم كونا للغالبية حوافر

قد أنضجتني هموم الليالي

حبلت جمجمة ماتزال قاصر 

فما عدت أقيم المثالي 

دون النظر لماضِ وحاضر 

وماذا رأيت ها هنا ..

-هنا ..

المكان محفوف بالمخاطر 

منذ البيوت إسمنتية

وطعم العيش"مارار"

طابت حياتهم بعد جدي 

كان يجتثهم و"السخابر" 

اليوم بنبرة تبطن الفحيح  

اجادوا نشج الملألات 

وأبدعوا بشدو المهاجل  

فها هم ما فاق يرعاع  

وما وطئت قدم المنابر  

إلا ولوحُ بخارطة المقابر 

ويبتسمون بوجه الرعاع 

ويحيكون ما للمهج آسر   

فهلا تحسني الظنون 

من بلا جدوى أغامر

من أتوه وسط المكان 

من يقتاتني فعل غادر  

تتلاشى بتقاسيم بطونهم 

حتى أصوات "الزنابر" 

سكينهم من عليهم رهاننا 

مضيفهم من لنا يحاصر  

فدعيهم كما يحلو لبغيهم 

يمزقونا كما شائوا شطائر 

يحجبُ شمسنا ينهبُ المأثر

يحرقونا والأحلام يبنوا العنابر 

  هنا ..

فلندع الأمر كما هو ونمضِ..! 

إنتِ تتوسلي لكل عابر 

وأنا لا حول لي محدقاً 

أي العيون تومض بالبشائر  

"فقد رنأتك الشياطين سيدتي 

وأدركت ومن ذا مثلها شاطر 

إبنك عقيم عقيمٌ عقيم وساذج

يصدق من زعموا أنكِ عاقر 

سنى لهم بزي القداسة أتونا 

ما هكذا يكن الظفر يا ظَافر   

تعيث كما أرادت بمن حاقر ..؟"

أو تدركِ بائعة العشب العاطر 

كيف تَعملق .. القزم الفاقرْ،

لنصاب ما لنا من مصادر ..؟

حسناً. 

 دعيِ الأمر وانصتي 

لما تراءيت على وشك أغادر 

إضحي استقصي عن الضراير

أعدكِ تمسي جائلة بألف تأجر  

وداعاً. ولو لم تدرك وداعاً

ِالمهم أدركتِ لست فاجر  

هي الزوايا تضمني متى 

استعرت ولم أجد مُشاطر 

هو الخيال وقد حل الأسى

يصلح لي تشوهات المناظر 

هو الله محال يتركنيِ مغبون

محال بعد الليلة أبيت حائر 

منذ اللحظة .. بعد اليوم  

لن أكن لأساتذتي محاضر

هو الجوع. الجوع. الجوع

وقد أتانا الثعلب ساخر 

الجوع. الجوع. الجوع. 

كذب من قال عنه كافر 

الجوع بقواميس الأحرار نبي 

يعض من بسبيل الكرامة فاتر 

البؤس. البؤس. البؤس. 

ساحر يا لـه من ساحر.

البؤس. البؤس. البؤس. 

مالت سفينتنا وبه متفائل 

الغبار العالق فوق المحاجر 

أيض يبشر بميلاد زاخر 

هذه دموع أم سيل هادر 

يجلي الإمعة ليصحو قادر

هذي عيون أم سحاب ماطر

سنغدو نرَى ما بالاعماق قاعر 

لله در الشقاء. وقد نصبوا الستائر  

يصقلنا والأصلد والأمتن "دسائر"


بقلمي/حسين الميرابي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سيف ودرع...بقلم الشاعر أكرم كبشة

كادوا للأمة الإسلامية...بقلم الشاعرة تغريد طالب الأشبال

وداعا يا حبيبي....بقلم الشاعر محمد السيد يقطين

احيانا،ودي ما تغيب الذكريات....بقلم الشاعر رضوان منصور

حوار شعري بين حبيبين.. بقلم الشاعر/م.صبري مسعود.

في هذه الحديقة....بقلم الشاعر نورالدين جقار

نثريات.. بقلم الكاتب/محمد حسن البلخي

تحت وطأة الدجى....بقلم الشاعر توفيق عبد الله حسانين

تهمة في مسالك التحقيق...بقلم الشاعرة مريم بوجعدة

يمضي الليل...بقلم الشاعر أبو روان حبش