قست القلوب.. بقلم الشاعر/إبراهيم زكى القباطي
قستِ القلوبُ فأصبحت مثلُ الحجر
ضاع الخشوع ورانَ في القلب انتشر
صِرنا نعادي اللهَ نهتِكُ ستره
نعصيه إن أظلم وأيضاً في السحر
يارب إنَّا نعترف بذنوبنا
فارحم ضعيفاً تحت قهرِكَ إنكَسَر
قَلِّبْ قلوباً قد تعاظم ذنبها
واغفِر لعبدٍ إذ بفعلته استقر
أنت الحليمُ وأنت أكرمُ مكرمٍ
جئناك نرجوا العفوا يا غوثَ من أقر
أُلطف إذا جئناك أولَ ليلةٍ
إن صارتِ الأجسامْ في أضيق الحفر
لا مالَ ينفعُنا هناك ولا أخٍ
لا رتبةٍ تنجي إذا أطبقَ القدر
سوى حسنُ ظنَّ العبدُ بالخالق الذي
إذا أقبل العاصي إلى ربه غفر
نشكوا إلاهي قلةً في زادنا
قل التَّزود في الحياة إلى السفر
نركض ورا دنيا دنيئٌ عيشها
لا شئَ نَحصُدُهُ سوى عيشةُ الكدر
تمضي سنين العمرِ نحوَ حِتافها
فالموتُ يلحقها وليس لها مفر
فإمَّا الى جنات فيها خالداً
وإمَّا إلى نارٍ وتصلاها سقر
فاختر لنفسك أي عقبى تريدها
للعقلِ حَكِّم بالبصيرةِ والبصر
ما دامَ في الأعمار سِعةٌ وقدرةٌ
فارجِع إلى الغَفَّار خلَّاقَ البشر
وحاسبَ النَّفسَ الخبيثةُ فِعْلُها
قبلَ النَّدامةَ حين يَخْتَسِفُ القمر
فالموتُ يفجأُنا ويهدم شملنا
يكفيكَ بالأجداثِ نصحٌ ومُعتَبَر
إبراهيم زكي القباطي
تعليقات
إرسال تعليق