الصدفة..قصة.. بقلم الأديب/د. محمد المصري
الصدفة
********
تشير عقارب الساعة المعلقة هناك علي جدار حجرتي الي العاشرة مساء..في البداية لم أعبأ بالوقت أو حتي الزمن.
مازال هناك متسعا من الوقت وحتي استطيع تناول قهوتي في هدوء وروية. هناك ساعتان علي موعد اللقاء..استطيع الانتهاء من بعض الامور الشخصية البسيطة .
حددت موعد ومكان اللقاء فمن عادتي أن لا أترك شئ للصدفة
الصدفة تلك الوسيلة التي يؤمن بها الكثيرين ربما هروبا من واقع مفروض عليك.
فرغت من تناول قهوتي..واستدرت تجاه النافذة حتي استطلع طبيعة الجو فالخريف يبدوا مثقلا بالهموم وهو يقترب من بعيد
ويسود الجو قليلا من البرودة والتي تحمل بين طياتها رائحة الشتاء القادم.
نظرت عبر النافذة الصمت يخيم علي المكان ما من أثر لأي انسان
فهذا بالطبع ماكنت اتطلع اليه..الهدوء..فقد ابتعت هذا المنزل منذ أن مات زوجي حتي أنعم بالهدوء والسكون والصمت.
منطقة نائية في طرف المدينة شعرت للوهلة الأولي ماكنت اصبو اليه من زمن بعد..وها قد تحققت أمنيتي أخيرا.
ارتديت ملابسي علي عجل فقد أزف الموعد أخيرا..تناولت معطفي
توجهت لسيارتي وانطلقت في هدوء.
وصلت حسب الموعد المكان يكاد يخلو إلا من إناس قليلون
انتقيت مكانا بعيدا ..جلست..مر الوقت بطيئا.
انقضت نصف الساعة .. لم يبدو له أي اثر..
خرجت وانا في حالة غليان تام..غضب يعتريني..أود تحطيم أي شئ أمامي..تماسكت قليلا..اتجهت صوب سيارتي. توقفت علا وعسي..ولكن بلا اي فائدة تجدي.
انصرفت بعد أن اتخذت قراري...
حطمت ساعتي المعلقة علي جدار حجرتي..لا موعد بعد الآن
سأدع كل اموري المستقبلية..ل....الصدفه..!!!
تعليقات
إرسال تعليق