محاولة فاشلة أخرى...بقلم الشكاتب والشاعر زهير علي
-( محاولة فاشلة أخرى )-
لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة محاولتي الدّخول الى أغوار التاريخ علّني أجد ثغرةً ما يمكن الدخول من خلالها لدحض الأفكار التي جعلتنا نبدو وحوشاً في عيون باقي الأمم.
لكنني كما في كل مرة لم أجد سوى الأسوار العالية والنوافذ المغلقة.
لم أجد سوى حكايات محبكة بطريقة عجيبة لا تدعها مجالا للشك أمام عقول العامة.
الملاحظة الأهم كانت أن المناطق الرخوة في جسم التاريخ تمّ الإشتغال عليها أكثر من غيرها حتى أنها أُغْرِقَت بفيض من الشروح والتفاسير جعلتها شبه مقدّسة.
لا يملك عقل القطيع ترف المقاربة والمقارنة والاستنباط والقياس وقراءة النتائج من خلال المقدمات بل تكون غرائهم هي الحاضر الدائم بدلاً من أشباه العقول التي يحملونها وما أن يشعروا بشيء من الاختلاف عن ما عرفوه حتى يدخلون بحالة من السُّكْر والجنون والاستعداد الدائم للإنقياد الى الجهة التي يريدها المُشَغل.
لا يستطيع عقل القطيع استيعاب التحولات التي يُحدثها الوقت وأنّ بعض الأفعال يختلف شكلها وأدواتها وطبيعتها وأهدافها باختلاف الزمن وأنّ لكل مقام مقال ولكل زمان رجاله.
في عقل القطيع لا يوجد اختلاف طبيعي مقبول فَمَن ليس مثلهم هو عدو لهم
لا يصدّقُ الفردُ في القطيع حتى حواسه الخاصة بل تسيّره حواس القطيع وغريزته.
ولو افترضنا جدلا أن نَفَراً من العامّة أصابته الغيرة على أقرانه وامتلك بعض العقل وحاول تحريرهم فَكَم يحتاج من علماء الاجتماع وعلماء نفس الفرد ونفس المجتمع لفك شيفرة ذلك البلاء العظيم ووضع اولويات ومراحل الحل وأدواته.
من خلال ذلك يمكننا القول وبكل ثقة أنّ الحيوان الأكثر قابلية للإنضباط والإنقياد ضمن القطعان هو الإنسان.
زهير علي

تعليقات
إرسال تعليق