الليل العميق ...بقلم الشاعر جمال مصطفى
الليلُ العميقُ
الأشياءُ تنهارُ
تُحطمَ قلبي كلما مرَّ الوقتُ
لمْ أكنْ أبداً هناكْ ..
أعلمُ أنها كانتْ معشوقتي
هي العالمُ بأسرهِ ..
ثمَ فقدنا ذاكَ الحبُ
في غفلةٍ منَّا ..
بكتْ زمناً على كتفي
احتضنتها أزماناً بينَ ذراعيَّ ..
كلما تباعدتْ أجسادنا تعانقتْ أرواحنا
و ما أنْ يأتي الربيعُ
أتذكرُ بأنكِ تحبيني ..
لأنكِ أنتِ الربيعُ و ألوانُ طيفهِ
لستُ بحاجةٍ لتذكيري ..
يصعبُ عليَّ رميَ كلُ ذلكَ خلفي
إني في شتاتٍ يبعثرُ ذاتي
أقفُ عاجزاً أمامَ قراراتي ..
لكنكِ قابعةٌ في ذاكرتي
طوالَ الوقتِ ..
تُشبهينَ الحُمى و الشعورَ بالإحتراقِ
كما لو كانتْ إشارةٌ
تنذرُ بصاعقةٍ قادمةٍ ..
ربما تجاوزتُ الحدَ المسموحَ بهِ
و اخترقتُ شُغافَ الروحْ
و اختلاجُ رعشةَ الأنوثةِ في أوردتكِ ..
عذراً أيها القلبُ الأشياءُ الجميلةُ لا تدومْ
الحياةُ تسيرُ عكسَ أمنياتنا
تسيرُ أسفاً بسرعةِ الضوءِ ..
أتساءلُ في سري من كانَ السببَ ؟
لمْ تكنْ أكثرُ أختلافاً عني
يحقُ للمرءِ أنْ يكونَ حراً
طموحاً يختارُ ما يريد
و يرتدي معطفَ السعادةِ
أنتِ من أختارتْ البعدَ
أبتعدي لكنْ
دونَ تحطيمْ قلوباً مفعمةً بالحبِ ..
أعلمُ تماماً أنكِ مغرمةٌ بي
لستُ بحاجةٍ لتذكيري
أريدُ أنْ أرمي كلَ شيءٍ وراءَ ظهري
لكنكِ حبيبتي ، نعمْ حبيبتي ..
عندما يُقبلُ الليلُ العميقُ متنكراً
أُشعلُ شمعةً لي و شمعةً لكِ
و أبدأ بكتابةِ القصيدةَ
دائماً أنتِ عنواناً لقصائدي ..
ارتشفُ قهوتي و ألملمُ شتاتَ أفكاري
و أبدأ بكتابةِ القصيدةِ
لا استطيعُ أنْ لا أحبكِ
أتذكرُ دموعكِ ، تنهارُ أعصابي
ترتجفُ يدي ، يتسارعُ نبضي ..
أرسمُ زهرةً ليلكيةً في أولِ القصيدةِ
بلونكِ المفضلْ ..
في بدايةِ قصيدتي أقولُ أنتِ منْ علمتني الحبَ
لأنكِ أنتِ الحبْ ..
أرتشفُ قهوتي مجدداً
أسرحُ بخيالي ، أتذكرُ قولكِ
ما منْ أحدٍ يفهمني جيداً
كانَ في ذلكَ ظلماً لمشاعري
أخفي خيبتي و أراعي أحاسيسكِ ..
في كلِ مرةٍ أعانقكِ
أسألُ نفسي بما تشعرينْ ..
كمْ بكيتُ في عيدِ الحبِ و أنا وحدي
أعلمُ أنكِ لمْ تقصدي إيذائي
لذلكَ أبقيكِ بينَ أضلعي ..
أتساءلُ في صمتٍ ، أتريدينَ إنتزاعَ صورتكِ منْ عقلي
عندما تنظرينَ في عيوني
لا .. لا .. لا يحقُ لكِ ذلك ، صورتكِ في كياني ..
تخترقُ وجداني .. دونها أعاني ..
تذكرتكِ عندما كنتِ تقفينَ وحدكِ تحتَ شرفتي
بعدَ منتفِ الليلِ دونَ درايةً مني
عندما كانتْ تنهارُ الأمورَ بيننا
و يحطمُ الزمنَ قلبكِ
يبدأ قلبي بالخفقانِ على غيرِ عادتهِ
كما يخفقُ الآنَ أكثرَ منْ ذي قبلْ ..
بدأتُ أشعرُ الآنَ بأختناقٍ يلفني
خرجتُ إلى الشرفةِ لأستعيدَ أنفاسي
و إذْ بها تحتَ الشرفةِ ترتعشُ
و هي تناظرُني ..
ما إنْ نظرتُ إليها قالت :
الشوقُ بداخلي يحرقني ..
قلت لها :
أصعدي فأنا كلي أحترقُ .....!!
الشاعر الدكتور جمال مصطفى ...!!
تعليقات
إرسال تعليق