السواقي المراهقات...بقلم الشاعر زهير علي
-( السواقي المراهقات )-
في الأوقات العصيبة
يمرّ الوقتُ بطيئاً
كما فراشة
تطيرُ عكسَ الرّيح
أو قافلة نملٍ
تحملُ مونةَ كلّ الشّتاء
وكما ليل الخائفين..
أسيرُ بين الحشود
لا أسمعُ إلّا ثرثرةً ولهواً
ولا أرى إلّا السّراب
يضيع صوتي ورَسْمِي
أجدُني وحيداً
كما عصاميّ
في غابة سافلين..
على رفوف الذكريات
أقفاص الأماني الجميلات
تنتظرُ مارداً يحرّرها
وأثواب قصائد
تنتظر كلمات عاريات
لتغمرها
بفيض حنين..
وعلى مفارق الدروب
رياحٌ هوجٌ
أوهامٌ سوداء
وجراد
قطيعُ خيباتٍ
وضباب
وجهلٌ دفين..
تسألُ بعض السّواقي
المراهقات
جدّها النهر
لماذا تمشي
رتيباً
وعلى نفس الطريق
كلّ السنين..
يجيب النهرُ جواباً
قاطعاً كالحق
واضحاً كالسيف:
وراء هدوئي
يسكنُ الغضب
ومساري خَيَاري
أمّا عن طريقي
فمنذ كنت جدولاً
وأنا أرسمُ
بيتي ودربي
بأهدابي وجوانحي
بعزيمتي وجوارحي
حتى صار
وطني وقصيدي
عشقي وشغفي
وصار عندي
كما اليقين..
زهير علي

تعليقات
إرسال تعليق